
من ذكريات الغزو
شاهد على الاحتلال
الجمعة الساعة 7:30 مساء
22-2-1991 ، 8 شعبان 1411 هـ
في 17-7-1990 قام الطاغية صدام حسين بكيل الشتائم والسباب للكويت ولحكومتها بسبب ما أدعاه من أن الكويت تحاصره اقتصاديا وتسرق منه النفط منذ عام 1985 ووتخفض أسعار النفط في مجموعة الأوبيك هي والامارات العربية كذلك ادعى بسرقة الكويت لأراضي عراقية واغتصابها !!
واعتقد الجميع ان هذه سحابة عابرة بين دول شقيقة خاصة وان الكويت كانت حليف العراق الأول في حربه مع ايران ، ولكن...
في ليلة 1-8-1990 وفي صباح 2-8-1990 ليلة الأربعاء وصباح الخميس ، غزت القوات الصدامية أرضالكويت الطاهرة بجيش جرار مسنود بالطائرات المقاتلة والهليكوبترات . وقد فوجئ الجيش الكويتي بالهجوم فأصبح الجميع على أصوات القذائف والطائرات وعلى أصوات جنازير الدبابات ...!!
ماذا حدث ؟
إذاعة الكويت تستغيث وتقول أن البلد تعرض لهجوم بربري !!
وماهي حتى ساعات لتسقط الكويت بيد العراق الذي أدعى أن احرار الكويت قامو بعملية انقلاب على الحكم وطلبوا مساعدة القوات العراقية ، وبعد ثلاثة أيام تقريبا تم ذكر أسماء ما يسمى بحكومة الكويت الحرة المؤقتة بقيادة العقيد "علاء أحمد حسين" الذي في الحقيقة ما هو الا مجنّد في الجيش الكويتي وليس ضابطا نظاميا أصلا ، وتمت ترقيته الى رتبة عقيد بأمر من الطاغية صدام بعد الضرب والتهديد وكذلك حال باقي أعضاء حكومة الدمى المتحركة ...
وبعد لحظات خرج غلينا مذيع عراقي مرتديا الغترة والعقال ليخبرنا أن مجلس الوزراء أصدر بيانا بإلغاء نظام الإمارة في البلد وإقامة نظام جمهوري لنصبح "جمهورية الكويت" بعد أن كنا "دولة الكويت " !!
ثم يصدر مجلس الدمى "الوزراء" بل يتوسل من الأشقاء في مجلس قيادة الثورة العراقي بإعادة الفرع الى الأصل وبإعادة الكويت الجزء الى العراق الكل !!
وتتوالى الأحداث والأيام...الحكومة الكويتية بالمنفى هربت الى السعودية تتحرك دبلوماسيا في مجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لطرد العراق من الكويت ، حيث أدان الجميع العدوان ، واصدر مجلس الأمن 12 قرار يدين فيه العمليات الدنيئة الخسيسة التي قام بها الغاصب المعتدي في الكويت التي انطلقت منها شرارة المقاومة ، فحمل لاشباب الغيور السلاح وأخذ يتصيد العدو الغازي في كل مكان ليذيقه من نفس الكأس التي أذاقها لأفراد جيشنا لاباسل الذي أخذ على حين غرّه.
فبدأ العدو بعمليات هتك للأعراض وعمليات اعتقال لشباب المقاومة ولأهاليهم مما حدا بغالبية سكان الكويت الى النزوح والهرب والنفاذ بأعراضهم وبجلودهم ، وقدّر عدد النازحين بحوالي 400 ألف نسمة من المواطنين وما يقارب من مليون هارب من الجنسيات الأخرى ولم يتبقى في الكويت وقتها سوى ما يقارب 200 ألف كويتي و100 الف فلسطيني ، ثم قامت القوات العراقية بإسكان حوالي 200 ألف عراقي ممن لا سكن فهم في جنوب العراق وغيرها من القرى المعدومة أسكنتهم في مناطق المحافظة التاسعة عشر للجمهورية الصدامية !!
لقد عانى أبناء الكويت الصامدين شتى أصناف العذاب على يد قوات الطاغية الظالم ، فقد قامت باعتقال الشباب والفتيات الكويتيات لمجرد الاشتباه بمقاومتهم للإحتلال ولمعارضتهم لحكم العراق ، فأنشأت معسكرات للاعتقال في الكويت وحل مخافر الشرطة الى مراكز للتعذيب الذي يبدأ بخلع الأظافر والضرب المبرح مرورا بالحرق بالنار وبالكهرباء وبالتعليق في المراوح ، نهاية بالإعدام بالرصاص او بالشنق وبلغ عدد شهداء هذه المعتقلات حتى الآن "7500" شاب وشابة عدا شهداء المعركة الأولى الذي يقدر عددهم "بألفي" شهيد تقريبا، في حين تشير الاحصائيات الى وجود 30 الف معتقل واسير في السجون العراقية. *
في الحقيقة أنه من الصعب وصف الشعور الذي يحيط بالانسان في هذه الظروف ، كذلك يصعب وصف الحياة والتعذيب هنا في أرضنا لاحبيبة ، فكل ما يحيط بنا هو الظلام والسواد والظلم .
وقد بدأ الأمل يبزغ نوره عندما بدأت حرب التحرير في 17 يناير 1991 وما زالت رحاها دائرة لتطهيرالكويت من دنس المعتدي .
وقبل قليل أعطت دول التحالف العدو العراقي مهلة حتى الساعة الثانية عشر ظهرا غدا للإنسحاب والخروج من الكويت وإلا سيتم الهجوم عليها برا ، ولكن لن وبالطبع لن ينسحب الطاغية ولذلك فعلىالجميع أن يستعد للهجوم البري الذي سوف يشنه الحلفاء بإذن الله لتحرير الكويت...
والله أكبر والنصر للكويت بإذن الله.
---------------
*بسبب عدم وجود وسائل اتصال او اجهزة اعلامية تابعة للمقاومة فإن الارقام والاحصائيات كانت غير دقيقة بالمرة، فعدد الشهداء الكويتيين لما يتجاوز ال 1500 وكذلك الاسرى الذين تم اطلاق سراحهم بعد تحرير الكويت ، أما البقية فتم اعدامهم على يد قوات الطاغية وتم احتسابهم ضمن ال 1500 شهيد ، يرحمهم الله جميعا.
No comments:
Post a Comment