Saturday, April 29, 2000

كويتنا بألف خير

مسكينة يا الكويت.. كل ما ثار خطب في هذا البلد أتهموك أنتِ ، وخرجت ألسن الشامتين تهزأ بك وتشمت
كلما ظهرت قضية ما وأبرزتها الصحف الصفراء في صفحاتها الأولى طمعا بالإيراد وزيادة النشر، حتى ضجت الناس وقامت الدنيا ولم تقعد ، كل هذا نتيجة ما صنعته هذه الصحف من نشرها لغسيل وطنها على الملأ ليروا مابهذا البلد من مآسي ، وكأن الكويت هي التي وحدها تحدث بها جرائم الزنا وشرب الخمر والمخدرات ، وماهي الا دقائق حتى تأتي تعليقات الشامتين من خارج الكويت وبالأخص من جيرانها مهددين ومتوعدين الكويت بعذاب من الله أليم لأنه حدث بها ماحدث ، لماذا ينسى الناس ان الكويت ترفع فيها شهادة ان لا اله الا الله من على المآذن التي غصت بها مدنها وضواحيها وقراها وشوارعها ، يركع بها الراكعون ويسجد بها الساجدون من رجال الكويت ونسائها شيوخها وأطفالها عربها وعجمها ، متناسين ان الكويت وأيادي شعبها البيضاء قد غطت العالم من أقصاه الى أقصاه دعما ماديا ومعنويا ، بداية بأخوانها في الدين والدم في فلسطين ولبنان ، و في القرى الآسيوية وفي مجاهل الغابات الأفريقية وفي قلب أوربا في الشيشان والبوسنة وكوسوفا حتما ستجد البصمة الكويتية الكريمة التي أعطت بلا منّة أو فخر أو كبر على الناس ، تبرع جاد به شعب الكويت أو من حكومتها عن طيب خاطر دون غصب ، حتى المهجّرين والمشردين العراقيين الذين ساهم منهم بغزوه للكويت لم تبخل عليهم بالمعونة والمساعدة والمخيمات التي في ايران تشهد . بل الكويت وحدها وفي محنتها أبّان الغزو البغيض في وقت كانت هي أحوج الناس للدرهم تنازلت عن فوائد ديونها للعالم ، والآن يخرج علينا خارج مارق ليقول ان الكويت نسائها كاسيات عاريات ورجالها مستهترين ، كأن الكويت وحدها دون العالم أجمع بها هذي الشائنة كما يشار إليها ، أنظر الى دول خليجية اخرى وقد سمحت للخمور تباع وتوزع للناس نهارا جهارا وبيوت الدعاره وبنات الهوى تنتشر في طرقاتها في حين أن الكويت لم تسمح للخمورأو للزنا أن ينتشر ، لماذا الكويت فقط ؟ ، بل في زمن النبوة الأول كان هناك الزناة وكان شاربي الخمور فاقيم الحد على من أكتشف أمره وستر الله على من ستره ، ، في كل بقاع الأرض هناك الطيب و الفاسد وعمر الخير والشر ما اقترن بجنسية معينة أو ببلد معين، ولكنه الحقد الدفين والحسد الذي أعمى الأفئدة حينما رآك يا كويت تنعمين بالحرية ، وينعم المواطن بك بحرية التحدث وحرية التعبير في حين أن الحاسدين قد أٌلجموا في بلدانهم ، هل تستطيع دولة خليجية أن تنظم مظاهره ضد الروس الغاصبين لما فعلوه في الشيشان ؟ في الكويت نظمت هذه المظاهره ، هل بالامكان إقامة ندوة او مؤتمر في أي دولة خليجية للتنديد بالتطبيع الإسرائيلي ؟ في الكويت أقيم هذا المؤتمر ، هل بإمكان أي مواطن خليجي أن ينتقد وزير لوزارة خدمات أو حتى الدخول عليه في مكتبه ؟ في الكويت يمكنك أن تستجوب حتى وزير الداخلية من خلال نواب الأمة ... ...إنهم الحاسدون الحاقدون يا كويت...كويتنا بخير رغم أنف الحاقدين ، فلتهنئي يا كويت ونامي قريرة العين ودعي السهر والعذاب لأعدائك يموتوا بغيضهم ...اللهم لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم فك قيد أسرانا وأسرى المسلمين في كل مكان وارحم شهدائنا الأبرار واسكنهم فسيح جناتك واحفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه

No comments:

Post a Comment