Tuesday, March 04, 2003

الفتنة نائمة ان شاء الله

ما حدث يوم الثلاثاء في العاشر من محرم الحرام من مجزرة بشرية في كربلاء أمر عظيم لا تقبله الشرائع السماوية ولا النفس البشرية السوية ، أنه أمر جلل حقا ، حين تتفجر القنابل وتفتت شظاياها أجساد الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال والرجال ممن أتوا لأداء طقوسهم التعبدية ، بغض النظر عن اختلافنا معهم في هذا الأمر فلكلٍ منا عقيدته وسبيله الذي يراه هو الطريق الصحيح ، إلا أن هذه الاختلافات لا ينبغي لها أن تصل إلى الدموية والإرهاب وهتك الحرمات وإزهاق الأرواح . فالمنطقة تنفست الصعداء بعد زوال السفاح "بن صبحة" وأعوانه ولكنها لم تلبث إلا وقد ظهر لها ألف سفاح من أشباه المقبور"صديم" ليعيثوا في الأرض فسادا وسفكا للدماء وإزهاقا للأرواح . إنها الفتنة إذا ، إنها الطائفية البغيضة النتنة ، والاتهامات المتبادلة والسباب بين الفريقين قد علا صوته هذه المرة ، ولأننا في الكويت شعب واحد عاش مئات السنين بتآلف وبمحبة وبود متبادل بين السنة والشيعة فإننا نخشى من أن تصل إلينا ألسنة نيران هذه الفتنة العظيمة فالحذر الحذر أخواني ، والاستنكار والشجب وحدهما لا يكفي ، فعلى العلماء والحكماء من الطرفين الجلوس حالا لسحب فتيل أي انفجار قادم لا سمح الله ، وحتى نقطع الطريق عليها من الوصول الى بلدنا الآمن . فمن خلال تجولي في المواقع الإسلامية للفريقين وجدت أن البعض من الطرفين الذي أخذته الحمية والتعصب لطائفته قد أخذ بشتم رموز الطرف الآخر ولا حول ولا قوة إلا بالله بالعظيم . فالخلاف الذي حدث قبل 1425 سنة بين عظماء الأمة وأشرافها ، وجد له في زماننا من يقوم بتحريفه وتأجيجه ليكون وسيلة خبيثة لشق الصفوف ولتدمير البلاد وتقتيل العباد ، لنتذكر أخواني وأخواتي قول الرسول العظيم موحد البشرية وقائدها محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وآله حين قال ..." كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه " أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم . فيا يا أهل هذا الزمان من علماء وحكماء وعوام سنة أو شيعة ... هل نحن أهل لنحكم في اختلاف السابقين من آل بيت النبوة وأصحابه الطيبين الطاهرين ؟!! فهل نحن ممن ضيعنا الدين والأوطان وتركنا أعداء الأمة من اليهود والنصارى والشيوعيين واللادينيين يعيثون بنا فسادا واحتلالا وتقتيلا ونهبا لثروات الأمة وتدنيسا لمقدساتنا ومنازلنا ، ومن ملئنا بطوننا بأموال الربا واستحلينا المعازف والأغاني والراقصات والزنا والخمور ، هل نحن أهل لنحكم على المخالفين لنا باستحلال دمائهم وأعراضهم وأموالهم ؟!! ، فخير أمة التي أخرجت للناس هم أولئك الذين اختلفوا قبل أربعة عشر قرنا والآن جئنا نحن لنحكم بينهم ؟!!!!!
نعوذ بالله العظيم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .... الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها ...... أخواني أخواتي الحذر الحذر وتذكروا أيام الشدائد التي حلت بهذا البلد وخاصة أيام الاحتلال البعثي البغيض كنا شعب واحد ، جسد واحد قلب واحد متآلف ، يدا واحدة تضرب الظالم وأعوانه ، فلنكن هكذا دوما ولندع الفتن . اللهم نسألك بجلال عزتك وقوتك يا عظيم أن تحفظ أرواح المسلمين وأعراضهم وأن تحقن دمائهم ، وترحم شهدائهم وتلهم ذويهم الصبر والسلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .

No comments:

Post a Comment