
انتظرت طويلا وانا أقلب بين الفضائيات الإخبارية العراقية وغيرها بانتظار مراسم آداء القسم لرئيس الجمهورية العراقية الرجل الذي ناضل طويلا من أجل شعبه وقومه السيد الكريم جلال طلباني ونائبيه ، وهي لحظة تحول الدولة التي مارست الديكتاتورية عقود طويلة من الزمن وراح ضحيتها الملايين من شعوب العراق والمنطقة الحيطة بها ، وكم أمتلئت صدورنا بالفرح ونحن نشاهد الشعب الشقيق يتنفس الصعداء ويختار حكامه بدل أن يجبروا عليه ، ولكن وللأسف الشديد حين جاءت كلمات الشكر و الامتنان التي سطرها الطلباني لكل من إيران وسوريا حافظ الأسد والى الولايات المتحدة تناسى " عمدا" دولة الكويت كما تناساها سلفه علاوي !!
الكويت الجريحة من غدر صدام وأتباعه فتحت حدودها وسمائها ومياهها وأرضها لتحرير العراق ، الكويت التي راهنت على سلامة شعبها وعلى كيانها وألقت نفسها في أتون الحرب التي نئ الأخرون الكبار عنها إلا أن هذه الدولة الصغيرة في حجمها الكبيرة في أفعالها كانت ساحة إنطلاق قوات التحالف لإسقاط الطاغية الرعديد ، ولم يتوقف دورها عند ذلك انما واصلت إمداد الشعب العراقي الشقيق بالمؤن والمواد الضرورية منذ ذلك الوقت وحتى الآن ، وكلمات الشكر والعرفان التي سمعناها وما زلنا نسمعها من أفواه الشعب العراقي الشقيق من جميع طبقاته لم تتوج رسميا بصوت الرئيس العراقي المنتخب " جلال الطالباني " ، ولكن سيقولها لنا على استحياء وخلف الأضواء والستار عندما يأتينا هنا الى الكويت ليقابل مسؤولينا ، أما أمام العالم فكأنه عار وكبيرة على الرئيس العراقي أن يشكر الكويت حكومة وشعبا على ما صنعت !
من المعروف أن عمل الخير عندما يكون بين الأفراد فإنه من الأفضل ان يكون في السر حتى لا يكون ريائا و حتى يتضاعف الأجر ، أما بين الدول والسياسة فيجب أن يوثق كل شيء حتى تعلمه الأجيال وخاصة الأجيال العراقية يجب أن تعلم وتتعلم ما صنعه شعب وحكومة الكويت من مد يد العون لهم في وقت تحرّج أغلب جيران العراق عن مساعدته ، وحتى تعلم الأجيال العراقية ان الشعبين ما هما الا شقيقان يريدان العيش بنعمه ورخاء بعيدا عن الدمار والحروب وأن يمحو عن ذهنه ما غرسته الحكومات العراقية السابقة بأن الكويت ما هي الا جزء لا يتجزأ من العراق !! الله يسامحك يا سيادة الرئيس جلال ...فما هكذا كان الظن بك ... أما لسان حال الكويتيين في ديوانياتهم فيقول : هذا جزاء سنمّار !
* ملاحظة :
بعد كتابة المقال بيوم واحد وبالصدفة قام السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي المنتهية فترة ولايته بتقديم الشكر والعرفان لدولة الكويت حكومة وشعبا حين قام بالتصريح لوكالات الأنباء بذلك ، فشكرا للسيد زيباري على لفتته الكريمة بعدم نسيان الكويت ولكن أيضا وددنا لو أن الوطني الكبير السيد طالباني لم ينسانا أيضا .
No comments:
Post a Comment