قرأت اليوم عشرات المقالات ومررت على العشرات من مواقع للصحف والمدونات....عادي اليوم" Off"
أستوقفني مقال نشرته جريدة الراي الكويتية ضمن صفحة "اسرائيليات" نقلا عن صحيفة "هآرتس" الصهيونية وهو للكاتب الصهيوني "آري شبيط" ....أترككم مع المقال ....
إليكم نتائج الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»: «حزب الله» يستعيد إلى أراضيه قاتلاً حياً، بينما تعيد إسرائيل إلى حدودها جنديين ميتين، ضحى 160 جندياً ومواطناً بأرواحهم من أجلهما. «حزب الله» يحظى بانتصار رمزي، بينما تمر إسرائيل في ذروة أزمة قيامية. «حزب الله» يحقق في لبنان سيطرة سياسية شبه كاملة، بينما تتضرج إسرائيل في فوضى سياسية منفلتة. «حزب الله» يسلح نفسه بـ40 ألف صاروخ تهدد غالبية أراضي الدولة، بينما تبقى إسرائيل بلا رد ملائم على ذلك. «حزب الله» يزيد من قوته النارية بأربعة أو خمسة أضعاف، بينما تتغلف إسرائيل بصمت واهن. «حزب الله» يضاعف من منظومته القتالية ويبني أجهزة نارية متقاربة من شمالي ومن جنوبي الليطاني، ستلزم إسرائيل باحتلال نصف لبنان في المجابهة المقبلة - بينما تصاب إسرائيل بالشلل والإرباك. «حزب الله» يطلب أيضاً مزارع شبعا من خلال الشعور بالقوة، بينما تتعثر إسرائيل في طريقها نحو الانسحاب المقبل. عامان بعد أن قامت ميليشيات صغيرة بالتحرش بدولة إقليمية عظمى، وهذه المليشيا تمر الآن في حالة تعاظم غير مسبوقة، بينما تغرق الدولة العظمى الإقليمية في البلبلة والحيرة والانحلال وغموض المشاعر والأحاسيس.إليكم احدث نتائج حرب إسرائيل ضد «حماس» من الناحية الأخرى: «حماس» تحتجز جندياً إسرائيلياً مخطوفاً على مسافة قصيرة من مواقع جيش الدفاع الإسرائيلي وتطلب من إسرائيل بأن تركع على ركبتيها من أجل إطلاق سراحه. «حماس» تفرض على إسرائيل تهدئة تزيد من قوتها استراتيجية، لأنها تعرف أن قيادتها لا تملك قدرة أخلاقية على مواجهتها وجهاً لوجه. «حماس» تتسلح بالصواريخ المضادة للطائرات والمضادة للدبابات والعبوات التقنية التي تجعل المجابهة المستقبلية بينها وبين الجيش الإسرائيلي ذات ثمن يصل إلى مئات القتلى. «حماس» تبني منظومة صاروخية ستهدد أشدود وكريات جات وقواعد حيوية لسلاح الجو ومنشآت استراتيجية حساسة قريباً.تعاظم قوة «حماس» عسكرياً يجلب في أثره تعاظم قوتها السياسية. قدرة «حماس» التي برهنت عن نفسها على مواجهة إسرائيل والتغلب على الحصار المضروب على غزة يحولها تدريجياً إلى طرف شرعي سيضطر المعتدلون الفلسطينيون إلى التعاون معه وقبول إرادته. عامان ونصف العام بعد أن تحرش تنظيمٌ ارهابي متعصب بالدولة العظمى الإسرائيلية تتطور قدرة هذا التنظيم بصورة مطردة، بينما تسير الدولة العظمى من فشل تكتيكي إلى فشل استراتيجي ومن هاوية إلى أخرى.إليكم أحدث نتائج حرب إسرائيل ضد المشروع النووي الإيراني: إيران تتقدم خطوة تلو الأخرى نحو القنبلة، بينما تحشر إسرائيل في الزاوية. صحيح أن إيران تواجه مصاعب تكنولوجية معينة صدفة أو غير صدفة، وصحيحٌ أيضاً أن الأجهزة الاختصاصية في إسرائيل تبذل قصارى جهدها لتأخير وصول ايران إلى القنبلة النووية. وصحيحٌ كذلك أن الدول العظمى الغربية تدرك اليوم المغزى الكامل للخطر الإيراني. ولكن إسرائيل لم تنجح في تحويل هذا الإدراك في الغرب إلى إصرار لكبح المشروع النووي الإيراني بأي ثمن. إسرائيل لم تنجح في بلورة خطوة طارئة دولية تفرض العقوبات الشديدة والفورية على ايران. لذلك تقل إمكانية كبح إيران سياسياً. احتمالية قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية آخذة في التلاشي.تقترب اللحظة التي قد يكون الاختيار فيها بين أمرّين: وصول إيران إلى القنبلة النووية أو تحرك إسرائيلي. أعوام ثلاثة بعد وصول الرئيس الإيراني غريب الأطوار إلى الحكم الذي يتحدث صبحاً ومساء عن إبادة إسرائيل، إسرائيل لم تنجح رغم هذه الفترة في صده وعزله. ومثلما فشلت إسرائيل في مواجهة حسن نصرالله وإسماعيل هنية، هي قد فشلت أيضاً في مواجهة محمود أحمدي نجاد. رغم أن هذا الفشل سياسيٌ ومغزاه هدوء غير نهائي إلا أن نتائجه ستكون أشد بلاءً بكثير قياساً بالفشلين الآخرين.إليكم آخر نتائج كفاح إسرائيل من أجل السلام: في الجبهة الداخلية الفلسطينية يبذل الآن جهد بطوليٌ للحظة الأخيرة لابتداع وثيقة. طاقم «أوسلو» عاد إلى نشاطه، وهو يحاول أخذ تواقيع القائدين الضعيفين على ورقة عديمة المسؤولية. إن وقعت هذه الوثيقة فستورط إسرائيل بصورة شديدة، وإن لم توقع فقد يؤدي الفشل إلى انهيار السلطة الفلسطينية. على أي حال، نحن أمام خطوة متسرعة تشكل خطراً على حل الدولتين ولا تدفع به إلى الأمام. ولكن بينما يعتبر الفشل الإسرائيلي في المسار الفلسطيني مجرد أمر محتمل، فقد أصبح في المسار السوري أمراً حقيقياً وفعلياً. إسرائيل تمنح بشار الأسد الذي يواصل تسليح «حزب الله» شرعية دولية - انظروا مؤتمر باريس الأسبوع الماضي - من دون أي ثمن. الخطوة الضرورية للتفاوض مع السوريين تتم بصورة فوضوية بدرجة لا تصدق. عامان بعد حرب لبنان الثانية، وها هم السوريون حلفاء «حزب الله» ينجحون في الخروج من ضائقتهم والتلاعب بخصمهم إسرائيل ودفعها نحو موقف الضعف الصارخ.خلال العامين ونصف العام من حكم أولمرت، فشلت إسرائيل على جبهات أربع مختلفة. لم يكن أيٌ من هذه الإخفاقات ضرورياً. إسرائيل كانت ومازالت أساساً دولة شديدة القوة. ولكن عندما تقوم حكومة حمقاء بإدارة هذه الدولة بغباء في المجالات كلها تكون النتيجة فشلاً كبيراً واسع النطاق. فشلاً قد يتحول إلى تهديد حقيقي. لا ليس تهديداً وجودياً، ولكنه بالتأكيد تهديد استراتيجي.
No comments:
Post a Comment