Thursday, October 02, 2008

عدت يا أيها الشقّي..!!



وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس – آل عمران الآية 140
اذن الحكاية اليوم هي ميلادك يا رجل ؟!! عدت يا يوم مولدي... عدت يا أيها الشقي !!
فلا أدري هل أهنيء نفسي أم أعزّيها بمرور أربع عقود وسنتين بالتمام والكمال على مسيرة الحياة الطاحنة، فالعدّ الآن تنازليا والسنين تطوي بعضها بسرعة عجيبة "يا الله حسن الخاتمة " !!
اثنين وأربعين سنة مرّت من عمري فمن المؤكد أني عشت وعاصرت على الأقل اثنين وأربعين حدث، سأمتطي الضوء لأعود بذاكرتي المتآكلة وألملم بقاياها قبل أن تتلاشى وسأدوّن هنا بعضا مما أتذكره لتشاركوني لحظاتها بحلوها ومرها، ولا أدري حقيقة هل "يهمكم" أن تقرؤا في صفحات من مذكرات شخص عادي من عامة الناس ليس أيقونة في السياسة او العلم أو الأدب أو الفن ، إنسان عادي ....دوّن بعض من ذكرياته ...الأمر لكم أحبتي طبعا في القراءة أو الانتقال الى صفحة اخرى ترون فيها فائدة أكبر !!

البداية كانت 1966 : الميلاد في يوم الأحد الثاني من أكتوبر من هذا العام والدي يرحمه الله يحضر درس عن ذكرى معركة حطين بقيادة صلاح الدين وتحرير بيت المقدس من الصليبين الذي تم في الثاني من أكتوبر،مشرف الجناح في ثانوية الشويخ يقطع الدرس ويستدعي والدي يرحمه الله ويبلغه ان الله قد رزقه بباكورة زواجه "صبي" ، الوالد يطلق علي اسم "صلاح" تيمنناً بصلاح الدين .
عام 1970 وفي اول سنة لي في روضة خالد الفرج في منطقة القادسية اذكر اني كنت أخجل ولم أشارك في الحفل السنوي ، وخيبت ظن والدتي التي جلست في حضنها طوال الحفل !!
ولكن في السنة التالية هذه المرة شاركت في الحفل واستطعت الفوز في كذا مسابقة ولكن من تعاستي أن والدتي لم تحضر هذه المرة للحفل !!
أذكر أيامها أثناء انتظاري لوالدتي لتأخذني في نهاية الدوام أنني وزميلي في الصف قد أطبقنا على رقاب بعض وتعاركنا والصدفة ان اسمه أيضا "صلاح" هذا الصلاح كنت على خلاف دائم معه ووضعنا القدر زميلين استمرت زمالتي معه حتى السنوات الأول من مرحلة الثانوية التي حولتنا الى أصدقاء حميمين!!
هل تصدقون قبل سنتين وقبل شهر رمضان من ذلك العام بشهر تقريبا ذهبت إلى أهله معزيا بوفاته يرحمه الله تعالى وغفر له واسع المغفرة .

في أولى سنوات الدراسة في ابتدائية شاعر الكويت "صقر الشبيب" أتذكر أولى محاولاتي لصيام رمضان وكذلك تذكرت أول "طراق" من أستاذ اللغة العربية الفلسطيني رغم هدوئي وخجلي الشديدين في تلك المرحلة ...للأسف لا أتذكر سبب الطراق !!
وأتذكر عام 73 حينما دخلت على والدتي في بيتنا القديم وهي تستمع للراديو وتقول لي "حرب...حرب" لم تكن تعني حرب العاشر من رمضان او ما تسمى ب 6 أكتوبر وهي النقطة المضيئة الوحيدة في تاريخنا المعاصر ، انتصار ليوم او يومين كادت مصر تدفع استقلالها ثمن لاقتحامها خط بارليف المحصّن. إنما كانت كلمات والدتي "أطال الله عمرها" بسبب الاعتداء العراقي على مخفر الصامتة الكويتي وقتل من فيه، وكادت تتطور الأمور إلى مواجهة وحرب وقد تطوع الكثير من أبناء الوطن في معسكرات الحرس الوطني الذين لبوا نداء الواجب ولكن تدخل الكثير من الدول ودفع الكويت لمبالغ طائلة للعراق حال دون وقوع الحرب التي وقعت غزوا وغدرا بعد هذا التاريخ بسبعة عشر عاما.
وأتذكر عام 74 حين فازت الكويت في ستاد نادي الكويت الجديد المزروع بكأس الخليج العربي للمرة الثالثة على التوالي وتمتلك الكأس بعد فوزها بأربعة اهداف نظيفة على السعودية سجلهم فتحي كميل وحمد بوحمد. كنت أيامها عرباوي خوفا من أحد أعمامي العرباويين ،لكن نقطة تحولي وحبي لنادي القادسية بدأ عام 75 حينما سجل المرعب جاسم يعقوب هدف "باك وورد" على العملاق الطرابلسي وفاز القادسية بهذا الهدف بكأس الامير. وكذلك أتذكر كأس الخليج العربي الرابعة في قطر سنة 1976،وأيضا الكويت تفوز بالبطولة بعد هزيمة العراق 4-2 "جاسم عرضية برازيلية ، والعنبري ياب قووول، والكرة تدخل على رعد حمودي برق " ويتم توزيع قسائم سكنية على اللاعبين.
وأتذكر حفل الاستقبال الذي أقيم تحت رعاية سمو الأمير الراحل المرحوم بإذن الله الشيخ صباح السالم لألوية الجيش الكويتي اليرموك والجهراء المشارك في حربي 1967 و 1973 في الجولان وسيناء، يومها تحمست فقررت أن أصبح ضابط في الجيش !!
في هذا العام أي عام 76 أتذكر اني كنت أشاهد فيلم على تلفزيون الكويت ظهرا حيث كنّا في العطلة الصيفية اسم الفيلم أظن "قصة بطل" وقبل نهاية الفيلم تم قطع الإرسال ليبث كلمة لسمو الأمير صباح السالم ثم لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت الشيخ جابر الأحمد ليعلنا مرسوم بحل مجلس الأمة ووقف العمل ببعض مواد الدستور!! ..أتذكر الوجوم الذي خيّم على وجه الوالد وهو يجلس القرفصاء مستمعا للبيانين ، ولكن الى الآن لم اعرف ما حصل لبطل الفيلم فقد كان فيلم مشوق !!

وفي عام 77 كنت في المتوسطة وأتذكر خروجنا مع الطلبة والطالبات لاستقبال أميرنا الأسبق المغفور له بإذن الله الشيخ صباح السالم بعد عودته من رحلة العلاج كنا ننشد " في ظل قائدنا وأميرنا صباح ترسو سفينتنا على بر الأمان "، و"طيارة طارت في السما العالي فيها صباح السالم الغالي "ولكن أبت هذه السنة إلا وأن تنقضي وتأخذ معها بو سالم في 31-12-1977. ويتسلم الراية أمير البلاد الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد ليبدأ عصر مختلف كليا كما تبين لنا جميعا لاحقا .
في هذا الوقت كتبت أول خاطرة في حياتي ولعلها كانت محاولة لكتابة الشعر أيضا واذكر انها كانت رثاء بوفاة أميرنا الشيخ صباح السالم لكن للأسف ضاعت مني ولا أتذكر حتى ما الذي كتبته، وكنت قد رسمت صورته أيضا!!

أما أجمل سنة مرت علي في حياتي هي سنة 79 ففي هذه السنة وقد كنت أناهز الثالثة عشر فقط لا غير ، اخترق قلبي صوت ملائكي قلب كياني رأسا على عقب، فان كان هناك ما يسمى الحب من أول نظره فقد أصيب قلبي بالحب من أول نبرة! حب الطفولة النقية، حب لم يتعدى الخيال!!
متأكد أن العذّال سيتركون كل الذكريات التي سردتها والتي سأسردها وسيسألون عن هذه "السالفة" !!
ولم تمر إلا سنتين فقط حتى انتقلنا إلى منزلنا الجديد وأحسست أنهم اقتلعوني من جذوري بل حاولوا طمس أجمل سنين عمري حين خرجت من منطقتي القديمة ومسقط رأسي القادسية لدرجة أني أخذت حفنة من تراب منزلنا القديم ووضعته في صندوق معدني، للأسف ضاع مني هذا الصندوق أو أن أحدهم رماه !!
كانت الحياة كئيبة في منطقتنا الجديدة رغم وسع المكان والخصوصية حيث كانت لي غرفة خاصة بي إلا أني لم استسيغ العيش أبدا هناك .
عام 80 اتذكر انتصارات الكويت في تصفيات الوصول الى موسكو والنتائج العظيمة حتى الوصول الى كأس العالم أسبانيا 82 والعرض الكبير امام التشيك وهدف الدخيل ثم التمسخر أمام فرنسا الذي لقنتنا درس في احترام الخصوم
في عام 84 أذكر حصولي على استمارة لتعلم قيادة السيارة قبل بلوغي السن القانوني ولكن لم يسمحوا لي بتقديم اختبار القيادة الا بعد إكمالي للسن ، لذلك في يوم ميلادي ال18 ذهبت وقدمت الاختبار ونجحت واستلمت الليسن ! واشترى لي والدي سيارة مستعملة "تويوتا" صغيرة الحجم ، و من سوء حظي كالعادة ان السياره تعرضت لحادث غيّر معالمها تماما أثناء وقوفها امام منزلنا !! بعد الثانوية أبتعثت لدراسة الهندسة البحرية.

تعرفت لأول مره على الندوات والحملات الانتخابية عند عودتي للكويت في الأجازات كان ذلك عام 85 وحضرت ندوات الدكتور عبدالله النفيسي في بيان وكنت اسمع عن الدكتور احمد الربعي وشعبيته لدى الناخبين ذوي التوجه "التقدمي"، في السابق لم نسمع بكلمة ليبرالي كنت أحضر هذه الندوات مع أحد أصدقاء الدراسة، ومن الصدف أن هذا الصديق قام بترشيح نفسه في انتخابات مجلس الأمة 2003في دائرته لكنه لم يفز. أتذكر أيضا في شهر رمضان من نفس السنة نجاة الأمير الراحل جابر الأحمد يرحمه الله من محاولة اغتيال من خلال تفجير الموكب الذي يقله بشارع الخليج قرب قصر السيف. ثم تبعت هذه المحاولة سلسلة تفجيرات المقاهي الشعبية التي أودت بحياة الأبرياء ، وقد كنت في تلك الفترة من رواد هذه المقاهي ومع 3 او 4 من الأصدقاء ولكن في يوم التفجير وأظنه كان الخميس تخلّف صديقي الذي كان ينوي توصيلنا في سيارته عن الحضور !! لنسمع الأخبار الساعة العاشرة مساء بالتفجير وكل منا فاتح فاهه من الصدمة وكيف القدر نجّانا من التفجير !!

تزوجت عام 86 "مادري ليش مستعيّل؟!! " وغيّرت تخصصي الهندسي من البحري إلى الإلكترونات، في هذا العام تم حل مجلس الأمة للمرة الثانية !! وفي عام 87 جاء الى الدنيا أول أبنائي ..ابنتي..وفي عام 88 اشتريت أول جهاز كمبيوتر ، كان بمشغل اقراص واحد وبدون هارد دسك ، كنا نشتري البرامج من محل الوزان وسط كراجات الشويخ بشارع الكنددراي!!

تخرجت في أوائل عام 90 ثم توظفت في مارس وفي ليل الأول من أغسطس كنت مناوب في مقر عملي بالمطار ومع اقتراب الفجر بدأت بسماع أصوات مدوية لم أعرف ما تكون توقعت أنها أصوات للطائرات أو أن الهواء يضرب احد الأبواب الخشبية للمبنى ! ولم يكن معي راديو أو تلفزيون ، في الصباح علمت أن العراق غزا الكويت!! وإذاعة بغداد تتكلم عن ثورة في الكويت ...تتذكرون إذاعة الكويت والأغاني الوطنية...؟! يا عرب يا عرب الكويت تناديكم ...يا الله ، لم يتحرك ساكن ، فقد كان نصل الخنجر الذي اخترق قلب الكويت... عربي !! تطوعت مثل باقي شباب الكويت في الجيش وبقينا في المعسكرات حتى فجر الجمعة عدت الى منزل الوالد فأخبرني بمجرد رؤيته لي باستشهاد الشيخ فهد الأحمد يرحمه الله ، بعدها بقينا في الكويت مع العائلة لم نخرج طلبت من نساء العائلة ان نخرجهن الى السعودية ونعود نحن الشباب لكنهن رفضن جميعا، لذلك عشنا جميعا مأساة الغزو ، ولا داعي لذكرها فكلكم يعلم تفاصيلها المؤلمة. وفي السادس والعشرين من فبراير 91 تتحرر الكويت من براثن الغزو العراقي ودخان الآبار يغطي السماء ليحيل نهارنا الى ليل ولكنه الفجر الباسم فجر التحرير والنفوس الأبية. وفي رمضان بعد التحرير مباشرة سافرت بسيارتي مع صديق لي للمنطقة الشرقية في السعودية لجلب المواد الغذائية لأهلنا في الكويت ثم توّجت عامي هذا بحجتي الأولى لبيت الله الحرام التي كانت البداية للحجات التالية والتي أسأل المولى أن لا تنقطع مادام في العروق نبض...

في عام 94 كانت بدايتي مع عالم الإنترنت من خلال شركة الخليج غلف نت على ما أظن .
وفي عام 95سافرت الى مصر و لم تمر الا ساعات على وصولي حتى صحونا الفجر على زلزال "خفيف" هز أركان المنطقة التي كنا نقيم فيها،أول مرة أرى الأرض تتحرك من تحتي ، سبحانك ربي لكن الله سلّم ولطف بنا كان الناس تكبّر وتهلل وانا وصديقي نطل من الشرفة ، أذهلتنا المفاجأة عن الهروب ، الطريف ان بعد هدوء الزلزال أكملنا نومنا!!
سافرت الى لبنان لأول مرة عام 97 الوقت كان بداية الشتاء، أمطار برمانة والشوارع الهادئة ليلا، والرياح الباردة تخترق أضلعي لتحيلني إلى قالب ثلج و أمواج البحر المتوسط تتكسر على شاطئ جونية المهجور نهارا ، وصوت المرشد السياحي وخرير الماء في مغارة "جعيتا" الخالدة، وهناك بداخل "التلفريك" وحيدا فوق أشجار الصنوبر في الطريق الى تمثال العذراء دونت أسمها .

وأتذكر أول موقع يحوي "دومين" خاص بي قمت بإنشائه على الانترنت ، قمت بإعداده وتصميمه والإشراف عليه ليكون صوت للكويت وأسميته "مجلة قيصر" !! لماذا قيصر بالذات لأنه أول معرّف لي على الإنترنت وقد اخترته تيمنا بيوليوس قيصر الذي قرأت قصته في طفولتي ذلك القيصر المجنون الذي هزم الدنيا وكانت سبب هزيمته أمام شعبه "امرأة" ليموت تحت طعناتهم ، شارك معي في هذا الموقع عدد من الأخوة والأخوات بالكتابة والإعداد بجهد تطوعي دون النظر الى مردود مادي ، كان ذلك عام 99، إلا أن اسم الموقع لم يكن يمثل التوجه الوطني ولم يعبر عن الجهد المبذول فيه لذلك اقترحت على زملائي في الموقع تغيير الاسم وفي عام 2002 تغير اسم مجلة قيصر الى " يا وطن ".

وأتذكر عام 2000 حين أنيط بي تسلم مشروع خاص بعملي وكان المشروع يتطلب فحص وزيارة كثير من المواقع البحرية والبرية و في احد هذه الرحلات انطلقنا من الخيران الى جزيرة أم المرادم وقاروه كنا في زورق تابع لخفر السواحل وكان معي اثنين من المهندسين الألمان ، الجو متقلب والبحر هائج ،وقائد الزورق شاب متهور ، المحصلة ان طار بنا الزورق في الهواء كدنا أن ننقلب إلا إنني أمسكت بجنب الزورق الأيمن وكذلك أحد الألمان الذي كان ممسكا بالجانب الأيسر ، أما الذي كان يجلس وسطنا وهو بالمناسبة ألماني شرقي - يعدلنا الإثنين معا وزنا وطولا- طار في الهواء وسقط على ظهره ليصاب وبعد الرحلة المرعبة هذه عدنا الى بيوتنا بدون حتى كلمة الحمد لله على السلامة أما الألماني فقد عاد الى ألمانيا للعلاج على حساب شركة التأمين!!

في بداية عام 2005 انتهيت من بناء بيتي الجديد وانتقلت مع عائلتي الصغيرة للسكن فيه، بعد انتظار دام 19 عام بالوفى والتمام !!

وفي السادس عشر من مارس 2005 فجعت بفقد معلمي وأستاذي، فقدت والدي الحبيب الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة طويلة مع المرض ودخوله في غيبوبة استمرت أسبوعا كاملا، أتذكر كل تفاصيل هذه اللحظات المهيبة منذ علمي بالوفاة ورؤيتي له وهو بلا حراك حتى نقله الى المقبرة وحمله وتغسيله وتكفينه ليلا وفي الصباح نزلت الى القبر معه ووسدته وقبلته قبلة الوداع وغطت الرمال جسد من كان سببا لوجودي في هذه الدنيا ، كم تعب آبائنا وأمهاتنا معنا ، والله ثم والله لن نوفيهم حقهم ما حيينا أبدا.

وقبل انقضاء عام 2005 سافرت الى استراليا في دورة تدربية بمجال عملي استغرقت شهرين رأيت الكنغر بل أكلته مشويا ورأيت كم أن الحياة في استراليا جميلة وشعبها طيب ولطيف وسهل التعامل معه.

وفي عام 2006 صعقنا بوفاة أمير القلوب سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح طيّب الله ثراه ويتسلم الحكم دستوريا ولي عهده الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح لعدة أيام ولكن بسبب حالته الصحية في ذلك الوقت لم تسمح بتوليه لمسئولية الحكم ، فتسلمها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بعد أن بايعته أسرة الصباح والشعب ممثلا بمجلس الأمة وأطلق على سمو الشيخ سعد لقب الأمير الوالد ، وفي نفس العام وجدت شباب الكويت وفتياتها ينتفضون في وجه الفساد والظلم ويتحركون لتغيير الدوائر الانتخابية من 25 الى خمس دوائر ، فشاركناهم بالحضور الشخصي في ساحة الإرادة وفي المنتديات وتسخير موقع يا وطن لنشر أخبار الحملة ومقالاتها إلا أن الحكومة تحل مجلس الأمة ، وتحل الصدمة بي !! فأعزف عن الكتابة وكرد فعل قمت بإزالة جميع المواضيع السياسية من على موقع "يا وطن" لأضع صفحات تتحدث عن "البطيخ" ولا شيء غيره !! لعل منكم من شاهدها.
لكن الشعب الكويتي الأبي يتكاتف وينجح بإيصال اكبر عدد ممكن من مؤيدي الدوائر الخمس الى البرلمان ، بعد إعادة الانتخابات ، ثم تخضع الحكومة لإرادة الشعب وتقر الدوائر الخمس وينتصر أبناء الكويت.

وفي عيد الأضحى من نفس العام يتم تنفيذ حكم الإعدام شنقا بطاغية العراق صدام حسين حاملا معه الى قبره أسرار وصوله للحكم وأسرار غزوه للكويت وفي رقبته دماء الآلاف من الأبرياء الذي أبادهم بيده أو بإيعاز منه ، دماء وأعراض شعبه العراقي العربي والكردي والشعب الإيراني و بالطبع معهم ذنب أكثر من ألف شهيد كويتي غير عذابات شعب بأكمله من ضحايا الغزو عام 1990 .

في عام 2007 أذكر سفرتي الماراثونية الى هونغ كونغ مرورا بتايلاند والفلبين وأيضا لدورة تدريبية في مجال العمل ....
وفي 2008 فقدنا سعد الكويت ...يرحمه الله....حضرنا الجنازه المهيبه ....واحتضن التراب رجل كان من صنّاع لتاريخ الكويت على مدى 50 عاما مضت ...!! وفي نفس العام فقدت عمي الكبير شقيق والدي رحمة الله عليهما....
بالتأكيد كانت هناك أحداث أكبر وأكثر مرت علينا جميعا ومرت علي خلال الإثنين والأربعين عاما لكن ما سبق كان اختصار شديد وعلى عجل وبالقدر الذي اسعفتني به الذاكرة لبانوراما او شريط سريع لذكريات مسيرة اثنين وأربعين سنة مرّت كأنها البرق ، فأضحكت أحيانا وأدمت وأبكت أحيانا أخرى وهذا هو حال كل بنى آدم فينا....والحمدلله رب العالمين...

نسأل المولى سبحانه وتعالى أن يحسن خاتمتنا ويتقبّل منّا صالح الأعمال ويدخلنا وإياكم فسيح جناته....اللهم آمين.

No comments:

Post a Comment