موت طاغية

بسم الله الرحمن الرحيم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون " صدق الله العظيم
يحق لأسر ولأصحاب ولأحباب الضحايا أن يفرحوا بهلاك السفاح الذي أطبق على رقاب العباد طوال 35 عام ، يحق لنا ككويتيين وكعراقيين وكإيرانيين وأكراد وسنة وشيعة ، مسلمين ومسيح ويهود ، يحق للجميع أن يفرحوا لشنق صدام، فما فعله صدام منذ عمالته وتجنيده من قبل المخابرات البريطانية "كفداوي" في الخمسينيات لينضم لحزب البعث عام 1957 ويشارك بمحاولة فاشلة لاغتيال عبدالكريم قاسم عام 1959 وهروبه الى سوريا ثم الى مصر حتى وصوله للحكم عام 1979 بعد تصفية زملاءه في حزب البعث وتدميره للعراق وايران في الحرب العراقية الايرانية ومسحه لسكان قرى الأكراد بالغازات السامة عام 1988 ثم غزوه السافر لدولة الكويت عام 1990 ثم سحقه للثورة الشعبية العراقية في الجنوب عام 1991 ثم المساومة على قوت الشعب في قضية النفط مقابل الغذاء والدواء لتشن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الحرب لإسقاطه من أرض الكويت عام 2003 حتى أسقط حكمه البائد في 9 ابريل 2003 ثم القبض عليه في الحفرة في 13 سبتمبر من نفس العام وبعد ذلك يتم وضعه في قفص كالحيوان الضاري ليحاكم وتتم المحاكمة ثم يعدم في فجر السبت 30/12/2006 أول أيام عيد الأضحى المبارك .ماهي الا مسيرة دموية لهذا الكائن الشرس الذي إما كان يقتل أو يعذب بيديه شخصيا أويأمرجلاوزته بقتل الأبرياء شيوخ واطفال ونساء وشباب تم التنكيل بهم فسقوا صنوف العذاب بما لا يمكن لنا من وصفه ولا تخيله ، ولا يمكن للمجلدات من حمله لو وُثّق ، ولا يمكن لصفحات المواقع من استعيابه لو كُتب، بطش سادي بمعنى الكلمة ، لم يمر في تاريخنا المعاصر من قام بجرائم مشابه لجرائم صدام وزبانيته فينا.وللمتابكين أو المتأسفين لهلاك الطاغية ، هل نسيتم الفتيات واغتصابهن جماعيا من قبل كلاب الاستخبارات والأمن البعثية ثم تعلقيهن من اثدائهن في المراوح ؟ هل نسيتم الصعقات لكهربائية وأحواض الأسيد ؟هل نسيتم تقطيع الأعضاء من أذن وانف وشفاه ويدين وأرجل وأثداء وأعضاء تناسلية للضحايا؟ هل نسيتم أن المعدوم في زمن صدام يترك أمام منزل ذويه عدة أيام لا يسمح بتكفينه أو دفنه ويجبر أهله على دفع قيمة الرصاصات التي أعدمته ؟!!هل نسيتم كل هذا اليوم حتى تلتمسوا العذر أو تأخذكم الشفقة بصدام يا عرب؟!!أو لأننا عرب فنحن نريد أن نقتص من المجرمين بأيدينا لا بأيد غيرنا ؟!أو أن "الستايل" الأمريكي لم يعجبكم فتريدون الطريقة العراقية ، مثل ما فُعل بعبدالكريم قاسم حين اعدم بمقر الإذاعة العراقية على يد البعثيين أنفسهم رميا بالرصاص ودون محاكمة ثم قام أحد الجنود بالبصق في فم عبدالكريم قاسم وهو ميت ثم سحلت جثته بعد أن تلاقفتها يد الغوغاء من الشعب العراقي وكان قد سحل من جثث نوري السعيد والامير عبدالإله ؟!!أما نحن في الكويت فإننا أقل شعوب المنطقة في "عدد" الضحايا ، الكويت خسرت ما يقارب 1100 شهيد وشهيدة -يرحمهم الله- (550 شهيد وشهيدة تقريبا و 605 أسيروأسيرة وهم الآن نحسبهم عند الله تعالى شهداء ! ) ، أي ما يوازي 1% من تعداد سكان الكويت وقت الغزو الهمجي عام 90 هذا دون احتساب الخسائر المادية والعينية الأخرى كحرق لسبعمائة بئر للبترول وتدمير للمؤسسات الحكومية والأهلية في البلاد.وبما نحن الأقل فما هي خسائر ايران أوالسعودية ؟ وماهي خسائر الشعب العراقي ، الضحية الأكبر في هذه المعادلة؟!نعم يحق لنا أن نفرح ، حتى وان كان اعدامه في أول أيام عيد الأضحى المبارك وفي الأيام الحرم ، لأن صدام لم يكن يهتم لحج أو لرمضان أو لحلال وحرام ، فكان الجزاء من جنس العمل ، ليست شماتة ولكنه الآن ذهب عند مليك مقتدر فحسابه هناك ، فعليه من الله ما يستحق.... والله أكبر ...ولله الحمد.