حدثني أحد الزملاء الاستراليين العاملين معانا في مشروع بمجال العمل عن أسئلة أقرباءه وأصدقائه الاستراليين عندما يعود إليهم في الإجازات فيقول " هناك دوما يسألوني عن الإرهاب وخطر أحداث العراق على الاستراليين في الكويت، فكنت أجيبهم بالنفي , وأن الحياة في الكويت آمنة بل ممتعة الا من شيء واحد ....الا وهو حوادث السيارات !! فمتى ما ركبت سيارتك وقدتها نحو الشارع فأنت تضع روحك على كفك وتمشي بها!!"
الحقيقة أن زميلنا الأجنبي كان أمينا وصادقا في نقل صورة الوضع في الكويت ، فحوادث السيارات عندنا أصبحت كحوادث التفجير والقتل الجماعي في العراق ليس لها أول ولا آخر، وبنظرة سريعة الى صفحات الحوادث وأخبار الوفيات في الصحف المحلية تستنتج ذلك بسهولة، بل من منا ليس له قريب أو صديق أو أحد من المعارف لم يقض نحبه أو أصبح معاقا في أحد هذه الكوارث ، بل لنذهب أبعد من ذلك من منا من لم يتعرض لحادث على أقل تقدير أو حادثين في السنة الواحدة ؟!
ولنكن صادقين وأمينين في نقل الحقيقة كصاحبنا، لنقول أن السرعة الصاروخية والجنونية لقائدي المركبات وخاصة الشباب منهم هم السبب الرئيسي لهذه الكوارث، فرغبة الشباب "هداهم الله" بالتسابق في الطرق الرئيسية المزدحمة ليلا نهارا جعل كل إنسان يشعر فعلا أن منيته اقرب من مقود السيارة إليه ، والبعض منهم أخذ في "أذية خلق الله " بمطاردة البنات دون وازع من دين أو ضمير ، أو "بالتقحيص والتشفيط والتفحيط كما يقول الأخوة السعوديون "، أيضا القيادة تحت تأثير المسكرات والمخدرات أو حتى بعض الأدوية أو بالانشغال بالهواتف النقالة أو القيادة تحت تأثير الضغط والشد العصبي كالسواق الذين خرجوا توا من مباراة لكرة القدم مثلا او من ندوة جماهيرية مثيرة أو من صالة تداول الأسهم أو حتى بعد اجتماع عاصف بمسئوليهم في العمل، كلها أسباب تؤثر على قيادتنا للمركبة.
وبالطبع هناك أسباب أخرى لهذه الحوادث، منها كثرة أعداد المركبات وانحشارها في طرق قديمة وضيقة وبعضها تحت الإصلاح أضف إليها رعونة واستهتار وعدم التقيد في القوانين المرورية، زائد "غباء" وجهل عدد من السواق "الآسيويين" الذين يقود بعضهم سيارات النقل الكبيرة، ومنها وجود سيارات متهالكة انتهت مدة صلاحياتها تحول الطرق والشوارع في الكويت إلى ساحات لمعارك شرسة، أودت بأعمار وحطمت عظام أطفال وشباب وشيوخ نساء ورجال.
وللحقيقة أيضا فان رجال المرور أغلبهم لم يقصر في تحرير المخالفات ومتابعة الطرق ولكن حجمهم مقارنة بأعداد السيارات ضئيل جدا، فيجب وضع الحلول لهذه المشكلة التي بدأت تتفاقم أكثر فأكثر. وقد قرأنا عدد من هذه الحلول في مقابلات المسئولين في الصحف كاستخدام وسائل النقل الجماعي أو استحداث المترو ، وسحب السيارات القديمة المتهالكة والتشدد في منح رخص القيادة للوافدين ، ولكننا بحاجة الى حلول أكثر واقعية ،صحيح نحن لسنا مهندسي طرق أو رجال مرور ولكننا وأبناءنا من مستخدمي الطرق يوميا وبالتالي يجب أن ندلو بدلونا لعل وعسى ولدي فكرة وهي استحداث مناطق ذات طاقة استيعابية للسيارات والبشر وإبعاد الوزارات والهيئات الخدمية إليها ، وإنشاء طرق وجسور متعددة الطوابق، والانتباه عند تشييد مدن ومناطق سكنية جديدة بإنشاء طرق جديدة للوصل إليها لا تزيد الحمل على الطرق "المسكينة" الحالية ، التشدد في المخالفات بحيث يكون السجن أو سحب الرخصة وحجز المركبة أكثر تداولا من الغرامات المالية والتي اعتاد الجميع على دفعها مواطن أو مقيم. والمحاولة في زيادة أعداد رجال المرور فهناك بعض الإدارات بوزارة الداخلية تحوي أعداد ضخمة إدارة المرور أحوج لها ، أيضا الاستعانة برجال الجيش والحرس الوطني في تنظيم وتسيير الطرق –على الأقل- الطرق القريبة من معسكراتهم وخاصة في الشويخ ومنطقة كليات الجامعة والتعليم التطبيقي والدائريين الرابع والسادس ، كذلك الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في تسيير الطرق شيء مطلوب وأيضا استقدام الاستشاريين الخبراء الاختصاصين في هذا المجال "الأجانب وليس العرب بتوع الكلام فقط ". وآخر الأمنيات ولكنها مستحيلة التحقيق وهو عدم التوسط للمخالفين !! مع خالص تمنياتي للسلامة للجميع.
Tuesday, April 10, 2007
شوارع الموت
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment