تهفو النفوس دوما إلى البيت العتيق فما تكاد أن تطأ عتبة بيتك الا ودعاك الشوق إلى العودة فتشد الرحال لتجدد البيعة لله سبحانه وتعالى بالطاعة والاستسلام والعبودية له وحده ممثلة بزيارة بيته العظيم حجا أو عمرة المرة تلو الأخرى.
تتذكر دعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الذي استجاب له المولى عز وجل حينما دعا سيدنا إبراهيم المولى جل وعلا أن يحبب الناس فالبيت الحرام "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ "
فتقف أما البيت العظيم مشدوها و تشخص ببصرك إليه دون أن يرف لك جفن فيتوقف بك الزمن ، تتأمل طابوق البيت الداكن وملاطه الذهبي فتشخص ببصرك نحو الحجر الأسود المبارك فتلاحظ تزاحم الناس للثمه وتقبيله أو لمسه وتجد الملتزم قد تعلقت به الأجساد ، والباب الذهبي للبيت الذي تسأل الله أن يفتح أبواب رحمته لك عند رؤيته ، والمرزاب الذي ترجو الله أن يرزقك من خيري الدنيا والآخرة وخلف المقام تخر ساجدا لله سبحانه فتلتصق جبهتك برخام الحرم البارد وتتعطر أنفاسك برائحته الزكية ترجوه القبول.
ينتابك شعور مزيج بين الرهبة والسكينة ،رهبة وعظمة الموقف والمكان وسكون الروح وطمأنينتها بوقوفك بين يدي الرحمن سبحانه وتعالى في بيته الكريم ، تقف حيران بين سحر المكان وتوقف كل شيء حولك وبين أن يلهج لسانك بالدعاء. عندما تنتبه تتيقن أن الوقت قد مضى سريعا دون أن تستغله في الدعاء، فتبدأ بمن تحب أولا ثم أولا ثم أولا.....القائمة تطول ولكنك لا تتوقف إلى أن تصل إلى من آذوك في هذه الدنيا ، ولكن لعظمة الموقف ولأنك في بقعة الرحمة تتجاوز عنهم وتطلب لهم الهداية والرحمة...
نسأل العلي القدير القبول لنا ولسائر حجاج بيته الكريم.
ولنبتعد قليلا عن النفحات الإيمانية ولنسجل ملاحظاتنا بما شاهدناه ولمسناه في حج هذا العام ، فرغم الجهد الجبار الذي تبذله الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية المأجورين عليه بإذن الله ، إلا أنه كانت هناك أخطاء عانى منها الحجاج كثيرا لذلك سجلت بعضها هنا وهي كالتالي:
1- العمل على إيجاد طريقة لتسهيل دخول الحجاج الى المملكة دون الحاجة إلى احتجاز الحجاج لساعات أو ليوم كامل في سياراتهم ومركباتهم عند بوابات الدخول على الحدود السعودية وعلى حدود مكة المكرمة.
2- زيادة عدد خيام منى واستغلال أراضيها حتى تستوعب جميع الحجاج بدلا من "طرد" البعض وإجبارهم على المبيت يوم التروية في مقار سكنهم بسبب ضيق المساحة!!
3- توفير خطوط وطرق بديلة أو إنشاء شبكة للقطارات لتسهل من عملية التنقل بين المناسك وخاصة عند النفرة من عرفات إلى مزدلفة ، حيث يستغرق الوقت مابين 5 الى 6 ساعات للتنقل بين مسافة تقدر بكيلوين فقط لا غير، كذلك توفير وسائل النقل المقترحة هذه لنقل الحجاج الى منى فلا يعقل ان يمشي الحاج المسن خاصة أو الطفل يوميا 20 كيلو متر ذهابا وايابا حتى يصل لخيمته في منى.
4- توفير دورات مياه كافية ونظيفة ومناسبة للكبار والصغار مع فصل دورات مياه الرجال عن النساء وخاصة في مزدلفة ، بديلا عن دورات المياه الحالية القليلة والقذرة المعلقة فوق الجبال والتي تحتاج الى سلالم للوصول إليها هذا بالإضافة إلى أن الماء نفذ منها فجرا فحاس الحجاج ولا حول ولا قوة إلا بالله .
5- إيجاد طريقة وسبيل لإيقاف التلوث البيئي الذي تسببه المركبات المتهالكة ، فالسموم الذي تخرج من عوادم هذه المركبات يتنفسه الحجاج والحيوان.
6- محاولة كبح جماح جشع التجار من ملاك العمارات السكنية الذين ضاعفوا الاسعار بطريقة جنونية بحيث قاموا بتأجير العمارات خلال عشرة ايام بسعر مضاعف مرتين عن سعر العمارة خلال سنة كاملة!
7- يجب أن تساهم جميع الدول الإسلامية في توفير الميزانية اللازمة لتطوير شبكة الطرق والمواصلات وصيانتها، حالها كحال المنظمات الإقليمية والدولية التي تساهم الدول الأعضاء في دعم ميزانيتها.
Tuesday, December 25, 2007
الحج هذا العام ...ملاحظات
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment