مقتل المواطنين الكويتيين الثلاثة في العراق الأيام الماضية يجب أن لا يمر مرور الكرام ، فعلى الأجهزة الأمنية الكويتية أولا البحث والتحري ومعرفة عدد الكويتيين الموجودين حاليا داخل العراق وهو أمر سهل معرفته اذا ما قامت بإجراء جرد روتيني للكويتيين الذين دخلوا سوريا بما أن الطريق الى الجحيم يمر عبرها ، وكذلك عن طريق السلطات الأمنية العراقية أو الأمريكية إن أمكن ، ثانيا العمل على منع وصول آخرين الى العراق ، ثالثا وهو الأهم الوصول الى رأس الفتنة وهو من غرر بهم وسهل لهم التسلل الى الأراضي العراقية.
ونتساءل هنا ما الدافع الحقيقي لهذا الحمق وقتل النفس بغير الحق ؟!
اذا كان الدافع هو جهاد الكفار وقتال الأمريكان فإن الحكومة والشعب العراقيين هما من يقرر بقاء هذه القوات من عدمها ، وكليهما لم يطلبا من الجيش الأمريكي الخروج خاصة أن الأمن لم يستتب بعد ،العصابات والمليشيات المسلحة ما زالت تعيث في البلاد فسادا. وقد أفتى الكثير من العلماء بحرمة الذهاب إلى العراق للقتال تحت ذريعة الجهاد.
ولو سلمنا جدلا أن دخول هؤلاء العراق كان (جائز شرعا) لقتال الأمريكان الكفار ، فهل يبرر ذلك سقوط آلاف الضحايا من العراقيين أطفالا ونساء ورجال عزّل لا ناقة لهم ولا جمل ؟!
ومن السخرية السوداء أننا لم نرى أو نسمع بعمليات ضد الجيش الأمريكي بالفاعلية التي تدعوهم للانسحاب أو بالتفكير بالانسحاب ، وللجهلة نقول أن أغلب الجيش الأمريكي هم فئة من المجندين الذين بحاجة للعمل في الجيش الأمريكي للحصول على الجنسية ومن ثم على عمل أو للحصول على المنحة الدراسية لأن أغلب هؤلاء من المهاجرين واللقطاء والمشردين فلن يهم حتى لو أبيد الفيلق بكامله فلن يسأل عنهم أحد .
أما الحكايات التي تأتينا عن الانتحاريين فهي كثيرة وعجيبة ، فمنهم من يعطى سيارة او شاحنة ليقودها الى مكان معين دون أن يعلم أنها مفخخة ، فيتم تفجيرها بالريموت كنترول عن بعد بعد دخوله لمنطقة التفجير .
ومنهم من يتم بيعهم على العصابات واستخدام اجسادهم في التفخيخ.
ومنهم من يتم خطف أقاربه فيهددونه بوضع الحزام الناسف أو الشنطة وإلا تم قتلهم.
وآخر ما سمعناه هو استخدام المعاقين ذهنيا من الجنسين وإلباسهم الحزام الناسف وإنزالهم في الأماكن المكتظة بالبشر لإيقاع أكبر قدر من الضحايا ....وما أن يلتم الناس وفرق الاسعاف لإنقاذ المصابين يتم تفجير الموقع مرة أخرى فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم....ثم يخرج علينا شخص من العدم ليتحدى البشرية ويقول نعم أنا من شجعت ودربت هؤلاء الشباب على الجهاد !!! فعن أي جهاد يتكلم ؟!!
هو المجرم بعينه فخذوه وحاكموه بدماء آلاف الأرواح البريئة التي تناثرت أشلاؤها بسبب جهاده العفن ، بأبي وأمي أنت يا رسول الله -صلوات الله وسلامه عليك وآلك وصحبك -حين منعت في جهادك الحقيقي أن تُقطع شجرة أو يقتل طفل أو امرأة أو شيخ ، ثم يأتي أناس يدّعون اتبّاع سنتك فيحلّوا ما حرّمت !!
Tuesday, May 13, 2008
القلوب الميتة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment