****
قال الأولون إن لم تستح فاصنع ما شئت ، هذا حال الكثير من العراقيين في موقفهم من التعامل مع الكويت ، كلّت الأقلام الكويتية وتعبت من الرد الدائم على هؤلاء المغرضين ، بما للكويتيين من خبرة أكثر من غيرهم بطبيعة الإنسان العراقي نتيجة للعلاقات الضاربة جذورها في التاريخ بين الشعبين والبلدين المتجاورين منذ مئات السنين .
وبعد أن انتهينا من حقبة صدام وزبانيته ومقولة ( الكويت إلنـــا ) أتت إلينا حقبة اسطوانة الديون المشروخة ، فمنذ سقوط الصنم التكريتي ونظامه العفن ، (يستسأد) بل (يستصدّم) علينا مسئول عراقي حكومي أو نيابي ليهدد ويحذر الكويت بالويثل والثبور وعظائم الأمور في حالة عدم إذعاننا للمطالب العراقية بإسقاط الديون !!وآخر يفتري فيتهمنا بسرقة النفط العراقي ، وآخر بتمدد الكويت بحدودها نحو الشمال ، ولو رفع هذا العراقي رأسه نحو الشمال قليلا لوجد الجيش التركي يسرح ويمرح حتى تخوم كركوك ولكن الكويت أصبحت شمّاعة الشعب العراقي للتندر والتهكم ...والتهديد..!! آخذين بالمثل الشعبي العراقي ( فوق حقّه طقه ) منهجا ونبراسا...!!
فلو قمنا بعملية حساب بسيطة للديون العراقية على الكويت لوجدناها بالمليارات وبإمكان العراق بسهولة تسديد هذه الديون من خلال صادراته النفطية أو من أمواله المحجوزة في الخزائن الأمريكية ، فياليت يطالب هؤلاء بالإفراج عن أموالهم المحجوزة بدلا من مطالبة الكويت بإسقاط الديون عنه !!
وكيف تطالبون الحكومة الكويتية بإسقاط ديونكم في حين ترفض الحكومة الكويتية إسقاط الديون عن شعبها ؟!
الكويت ضحت كثيرا من أجل العراق ، فتحملت الإرهاب والاعتداءات المتكررة واختطاف طائراتها المدنية وتفجير المقاهي الشعبية ومحاولة اغتيال المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد بسبب وقوفها بجانب العراق في حربه ضد إيران ، فجاء الجميل العراقي بغزو كارثي حرق الحرث والنسل لمدة سبعة شهور ومازالت تبعاته قائمة حتى يومنا هذا !!
كان يكفي منع الغزو وجود قاعدة أمريكية في جزيرة بوبيان ، إلا أن الكويت رفضت التواجد الأجنبي على أرضها حين طلب منها ذلك وبمقابل مادي ، فذهبنا ضحية لشهامتنا العربية !!
ثم تحملت الكويت وحدها تبعات حرب إسقاط النظام العراقي عام 2003 من خلال فتح برها وبحرها وأجوائها للقوات الأمريكية والبريطانية في حين اختبأت خجلا باقي الدول الكبرى في المنطقة ممن كانوا ينادون بإسقاط صدام كإيران وتركيا وسوريا والأردن والسعودية ، فأيدوا إسقاط النظام في السر وعارضوا إعلاميا في العلن ! إلا الكويت التي تحركت بشجاعة فتعرضت لسيل من الصواريخ كان واحد منها كفيل بتحقيق كارثة مدمرة لو قدر الله له أن يصيب احد محطات تحلية المياه أو الكهرباء أو النفط ، ولكن الله لطف بنا وحفظنا .
ألا يتعض العراقيون مما جرى لهم من ويلات ودمار وخراب مما اقترفته أيديهم تارة ومما اقترفه حكّامهم تارات أخرى طوال العقود الماضية ؟!
ألا يريد هذا الشعب أن يعيش بسلام وأمان ؟! أم أنه أدمن الدماء والأشلاء والنيران تأكل أرضهم كما أكلت قلوبهم؟!
أعلم أنه في العراق أيضا الكثير من الشرفاء يتوقون الى السلام ويتمنون حسن الجوار مع الدول المحيطة بهم ولكن للأسف أن الأصوات والأيادي الأخرى أعلى وأكثر تأثيرا منهم ...عذرا أخواني العراقيين الشرفاء ...جماعتكم "مصخوّها " فشوفوا لنا حل وإلا يبدو أن الوضع بين الشعبين سيبقى متوترا الى أبد الآبدين.
No comments:
Post a Comment