Tuesday, August 12, 2008

ليلة كباقي الليالي..!

الساعة الثانية بعد منتصف الليل ، ينهكك التعب ، تكاد تسمع "شخير" ملايين الخلايا بجسمك ...والذي لم ينم منها يصيح عليك ..تكفى الله يرحم والديك روح نام..خل نرتاح .!!
تستجيب لهذا التوسل ، فتلقي بجسدك على السرير كأنك سارية قارب شراعي أطاح به إعصار تسونامي ، يغوص رأسك وسط الوسادة ....يعتريك احساس بعدم الراحة....تحس أن الوسادة تحتاج الى وسادة أخرى..تغلق عينيك...تنتظر النوم..خمس دقائق ..عشرة..ربع ساعة ...لم يأتي بعد...صرير أسلاك الديكور بفعل هواء التكييف ..يجبرك على فتح عينيك وسط الظلام لتستمع إلى نشازها المزعج...

وتتوالى الأفكار....تتمنى قلم وورقة في هذه اللحظة لتسجل الكلمات والخواطر والخيالات التي تغزو ذهنك...تخشى النهوض من السرير رأفة بالخلايا المتوسلة...
تحاول أن تحفظ الأفكار في عقلك المرهق...هيهات !!

فكرت...في القصة التي بدأت في كتابتها منذ شهر ، كان المفروض ان تكون قصة قصيرة لأنشرها في المدونة وفي يا وطن...لكني وصلت في القصة حتى الآن لثلاثين صفحة ولم تنتهي بعد...فكرت أجعلها حلقات وانشرها ، لكني أمقت الانتظار لهذا لا أتابع أي مسلسل أو برنامج ،فكيف أضع للناس شيئا تمقته نفسي ؟!..أفضّل طريقة الأفلام والاختصار في كل شيء ، السوالف المكسيكية والهندية لا تستهويني...ما الحل الآن من الفاضي الذي سيقرأ قصة بهذا الطول ؟!
مشكلة حتما سأجد لها حل ....ان شاء الله

أحيانا تكتب عشرات الأسطر ، تكون اختصار لعصارة من الأفكارالحرة تضطر لمحوها بال (Back space ) والسبب أنها تمس حرية الآخرين...أذن فلتبقى في صدرك وإذا استعصى عليك ذلك تذكر أن لك عيوبا أيضا وسترك لعيوب الناس قد يستر الله بها عيوبك عنهم أيضا.

ما زال النوم بعيد عن متناول الجفون وفي تقلبي الدائم تذكرت ابنتي الصغرى ذات الست سنوات..وهي لا تستهوي مشاهدة التلفزيون الا واستخدامي بدلا من الكنبة ،بمجرد أن تراني قد سرقت من وقتي القليل لأشاهد التلفزيون في ختام اليوم حتى تأتي وتتمدد بجسدها النحيل علي ، فتلقي برأسها على صدري ويلتصق وجهها الملائكي على قلبي المتعب ، لحظتها أحس أنه يتعرض للشحن من جديد....
وبعد ان تستقر على العرين تبدأ بقطع سلسلة الاندماج مع أي برنامج أشاهده في هذا الوقت وخاصة إذا كان فيلم أجنبي تسألني:
"شنو قال.. شنو قالت ؟"
" ليش طقه؟"
"ليش تضحك..؟ شنو صار ؟!"
اجيب على أسألتها مرات بصبر أحسد نفسي عليه ........ومرات ...أرفع لها حاجبي الأيسر فتسكت..
واذا ما رأت أن أصبعي لم يستقر على الريموت كنترول ومازال يهتز يبحث في القنوات على غير هدى ..تطلب مني التوقف عند أول محطة للرسوم المتحركة فتجبرني على مشاهدتها.. تخيل نفسك..الساعة الواحدة ليلا تشاهد توم وجيري او ديفي داك ..!!...
في هذا الوقت ...هي تستمتع بالكرتون...وأنا أغيب بفكري في عالم آخر..ولا يعيدني الى الواقع إلا كلماتها :"هالكارتون بايخ دورلي واحد غيره" !!....

فكرت...وفكرت...وفكرت... فكرت......الباقي من عمرك...ستنام ولن تصحو...أم سيتكرر هذا القلق حتى عمر الثمانين !! ...الخوف ليس من الموت نفسه...الخوف وكل الخوف أن لا تكون لائقا للقاء رب العالمين عز وجل...
فتعيد قراءة آية الكرسي والمعوذات وتبدأ بالتسبيح للواحد القهار ...

يبدأ النعاس باسدال الجفون وتحس أنك خلال ثواني ستكون في عالم الأحلام وفي السبات العميق...واذا بصوت المنبه...ماذا يحدث هنا ؟! لماذا المنبه ؟ حرام عليك لم أنم....تنظر اإليه بكـُره شديد ، حرام يتحمل الجسد أربع وعشرين ساعة اخرى من التعب ولم يرتح من الساعات الأربع والعشرين الأولى ...تتعوذ من إبليس الرجيم....وتنفض الغطاء عنك...هيّا...حي على الفلاح !

No comments:

Post a Comment