ولم تتوان سعادة السفيرة إبداء الملاحظات وإرسال التقارير إلى مسئوليها في وزارة الخارجية الأمريكية حول قضية الاتجار بالبشر فقد "دعت الكويت مرارا العمل معا لحل مشكلة الاتجار بالبشر فيما شددت على ضرورة عكس الصورة الصحيحة للدول العربية في هذا مؤكدة في هذا السياق ان بلادها لديها بعض الملاحظات على الكويت حول طريقة معاملة العمالة المنزلية ومعاملة الضحايا على انهم مجرمون دون ملاحقة قانونية لمن يقوم بهذه الجرائم".
فالولايات المتحدة الأمريكية التي جنّدت قادة النازية المجرمة واستخدمتهم بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة المعسكر الشرقي واستخدام مجرمي الحرب من اليابانيين لكبح جماح الثورات الشعبية في كوريا الجنوبية عام 1945 ، والولايات المتحدة حاضنة أكبر وأقدم كيان مغتصب في العالم منذ عام 1948 حتى الآن وتنتزع سلاح وتقلم أظافر وتحارب أي دولة محيطة بربيبتها ، في حين تسمح بكل رحابة صدر وسرور لهذا الكيان بتخزين أكثر من 200 قنبلة نووية وأسلحة بيولوجية وكيميائية.
الولايات المتحدة التي هندسّت الانقلاب ضد الحكومة الديمقراطية في غواتيمالا عام 1954 ، والولايات المتحدة التي لم تتوان عن تعيين احد مجرمي الحرب الفرنسيين للتجسس على فرنسا وهو الجنرال كلاوس باربي رئيس الجيستابو في ليون . والولايات المتحدة التي نشر المعهد الملكي للشئون الدولية في لندن دراسة عن نظام العلاقات الأمريكية الدولية ، مؤداها أنه بينما تقدم الولايات المتحدة خدمة "لسانية" للديمقراطية ، فإن التزامها الحقيقي هو ل"المشروعات الرأسمالية الخاصة". وعندما تتعرض حقوق المستثمرين الأمريكيين للتهديد، فعلى الديمقراطية أن ترحل، ولا بأس أن يحل محلها حكام التعذيب والقتل.
والولايات المتحدة دعمت إعاقة الحكومات البرلمانية بل وأسقطتها عام 1953 في إيران وعام 1954 في غواتيمالا وساند "جون كيندي" عام 1963 انقلابا عسكريا لمنع استعادة الديمقراطية في عامي 1963 و 1965 في الدومنيكان وفي البرازيل عام 1964 وشيلي عام 1973 والسلفادور.
بل أن الولايات المتحدة أطلقت طفلها المدلل وعميلها النجيب الطاغية صدام حسين ليحارب الثورة الإسلامية في إيران في مهدها لثمان سنوات بدءا من عام 1980 وأجبرت فيها دول الخليج على دفع فاتورة الحرب العبثية ، ثم وقفت مكتوفة الأيدي وجلست في مقعد المشاهدين لترى ماذا سيصنع العراق بجارته المسكينة الكويت عام 1990 حتى اذا ما تحقق الهدف تدخلت الولايات المتحدة حامية حمى العدالة والديمقراطية لإعادة الحق لنصابه وكذلك لا يمنع أن تجّرب أسلحتها المختلفة المكدّسة بترسانتها والتي علاها الصدأ ولتشغيل مصانع الأسلحة بما يدر بلايين الدولارات إلى جيوب تجّارها ، فالرزق يحب الخفية ، إلا إن "اليانكي" وقف مرة أخرى مكتوف الأيدي في نهاية حرب تحرير الكويت عندما "بندرت " قواته في الناصرية وتفرجت على إبادة الطاغية للثورة الشعبية التي كانت قاب قوسين من إسقاطه عام 1991 فأبقته في السلطة حتى انتفت الحاجة إليه عام 2003 .
الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة أعلى معدّل في استخدام حق النقض الفيتو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن ، الولايات المتحدة أكثر الدول في انتهاك القانون الدولي ، الولايات المتحدة التي تبنت دولة الإرهاب "الكيان الصهيوني" ، الولايات المتحدة التي دعمت الطغاة موبوتو وسوهارتو وصدام حسين ، الولايات المتحدة صاحبة إبادة الهنود الحمر وراعية معسكر غوانتانامو الرهيب وصاحبة التاريخ العنصري الذي ما زالت ترسباته الى يومنا هذا ظاهره، وحتى بعد انتخاب رئيس أسود لها .
الولايات المتحدة في عهد رئيسها الديمقراطي "كلينتون" دعمت الرئيس الروسي الهالك " يلتسين" حينما دك البرلمان بمن فيه من نواب وبالشعب المدافع في محيطه عام 1993 فسقط أكثر من 1500 ضحية داخل البرلمان ومثلهم في مبنى البلدية والتلفزيون وشوارع موسكو المحيطة بالبرلمان....
والآن جاءت الولايات المتحدة تريد أن تعلمنا حقوق الإنسان وكيفية التعامل مع البشر ؟!
سؤال المليون دولار كما يقال بماذا كانت ستصرّح السيدة جونز للصحافة اذا ما حُل مجلس الأمة الكويتي حلا غير دستوري ؟
الجواب بسيط : الكويت حليف استراتيجي ودولة صديقة وما يجري بها شأن داخلي.
ليست لدي ضغينة ضد الشعب الأمريكي أو لشخص السفيرة فالشعب الأمريكي شعب حر كسائر شعوب العالم وأيضا السفيرة مواطنة أمريكية ولكني كمواطن كويتي عربي مسلم حر أيضا أرفض أن تقوم "حكومة الولايات المتحدة الأمريكية " بالذات لما سبق ذكره أعلاه ، التدخل في خصوصياتي ومحاولة تعليمي لحقوق الانسان..!!
ودمتم ودامت لنا حليفتنا الكبرى وسعادة سفيرتها اللطيفة ديبورا جونز.
***
المصادر :
- كتاب ماذا يريد العم سام للكاتب الأمريكي اليهودي نعوم تشومسكي
- جميع الصحف والمجلات الكويتية !!
***
بعض صور سعادة السفيرة ونشاطتها في مجتمعنا الكويتي
مع الوزير فيصل الحجي
مع رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي
No comments:
Post a Comment