ما راح نخلص ؟!!
إلى متى يستمر النـَفـَس العراقي المريض في الهجوم على الكويت في كل فشل يعتري الحكومات العراقية منذ استقلاله في ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن ؟
الكويت مازالت تدفع فاتورة الضياع العراقي لأنها الجار الأضعف بين دول الإقليم الأخرى المحيطة بالعراق كتركيا وإيران وسوريا والسعودية والأردن ؟
رغم إن الكويت وحدها من كشفت عن رأسها وتلقت سهام الغدر وحدها في سبيل تخليص الشعب العراقي وشعوب المنطقة أجمعها من شر صدام المستطير وشر أبناءه من بعده ، فراهنت على وجودها وكيانها و سلامة أراضيها و على أمن شعبها المسالم ، فتلقت الصواريخ في حرب إسقاط النظام الصدامي في حين دسّت باقي دول الإقليم رأسها في الرمال
بل إن باقي دول الإقليم هي من ناصبت وتناصب العداء للعراق وليست الكويت، فما زالت تركيا تحتل شمال العراق منذ سنين وايران خاضت حرب الثمان سنوات ضده وسوريا منذ انقلاب المقبور صدام عام1979 وهي تأوي معارضي صدام وتحاول الإطاحة به وساندت ايران إبّان الحرب العراقية الايرانية، وسهلت دخول الانتحاريين وافراد جيش القدس وفدائيي صدام والقاعدة بعد سقوط النظام ،ومازالت السعودية ترفض استقبال رئيس الوزراء العراقي وتتهمه بتأجيج الطائفية في العراق ورغم ذلك فلم نجد كلمة جارحة واحدة تخرج من أفواه نواب البرلمان العراقي تجاه تلك الدول ، بفي حين تم رشق الكويت وحدها والتي مازالت حدودها البرية والبحرية تعمل كرئة يتنفس بها العراق اقتصاديا وسياسيا ومن لا يصدق فليذهب الى ميناء الشويخ أو الى العبدلي ليشاهد مئات الشاحنات المحملة التي تعبر يوميا الى صفوان العراق تنقل مختلف أنواع البضائع والأغذية والمعدّات والمساعدات الى الشعب العراقي دون توقّف، فكان جزائنا الجحود والنكران من جار الشمال .
وما هذا التطاول الا استمرار لعقود تاريخية عراقية سيئة مع الكويت
فيصل الأول (1921-1933) :
أراد ابتلاع السعودية و الكويت في مؤتمر العقير في أواخر نوفمبر 1922 وقال ممثله المدعو صبيح بك في حضور الممثل البريطاني السير بيرسي كوكس والملك عبدالعزيز آلسعود ان حدود العراق تنتهي جنوبا على بعد 12 ميلا من الرياض وغربا حتى البحر الأحمر وشرقا الى الهفوف والقطيف على الخليج .
غازي الأول (1933-1939) :
- في مايو 1934 طالبت جريدة الاخاء العراقية بضم الكويت .
- أغسطس 1934 قالت جريدة الثغر العراقية ان الكويت تابعة للبصرة. وانضمت الى قافلة الأكاذيب صحف "الناس والكرخ والطرق والزمان " بايعاز من غازي الأول .
- في 1935 طالب وزير الدفاع العراقي المدعو جعفر العسكري بضم جزيرتي بوبيان ووربة بحجة انهما تكونتا من واد طينية قادمة من انهار تمر في العراق !!.
- 1938 أقام غازي الأول اذاعهه باسمه انطلقت من قصر الزهور تبث سومها للمطالبة بضم الكويت .
- في العام نفسه باستخدام القوة العسكرية ضد الكويت ودفع بالسيارات المدرعة لاجتياح الجهراء لولا تدخل القوات البريطانية.
- عاد رستم حيدر القائم بأعمال الخارجية العراقية الى القول في مجلس المبعوثين العراقي ان" الكويت ليست قابلة للإنفصال عن لواء البصرة" .
- أثار اكتشاف البترول في حقل برقان عام 1939 الاطماع العراقية بغرض التخلص من الازمات الاقتصادية الداخلية .
عبدالاله وصي عرش الملك فيصل الثاني (1939-1953) :
- في نوفمبر 1939 استدعت الخارجية العراقية السفير البريطاني في بغداد لتبلغه رسميا برغبة بغداد الاستيلاء على جزيرتي وربة وبوبيان لانشاء ميناء خور عبدالله .
- يونيو 1940 اعترض العراق على قيام الوكيل السياسي البريطاني في الكويت "ديكسون" باعادة وضع لوحة ترسيم الحدود التي أزالها العراقيون .
- من 1940 الى 1952 استمر عبدالاله في شن الحملات الاعلامية المطالبة بضم الكويت دون تصعيد عسكري تحت ضغط بريطانيا .
فيصل الثاني (1953-1958) :
- جدد نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي في عهد فيصل الثاني مطالبة العراق بانشاء ميناء على الخليج بعد تدفق النفط الهائل .
- ديسمبر 1955 طالب نوري السعيد باستئجار أراض كويتية لمدة 99 عاما ورفضت الكويت التي فطنت الى الخدعة العراقية .
- مارس 1956 اعرب وزير خارجية العراق برهان الدين باشا عن دهشته لرفض الكويت مبدأ التأجير ! .
- أبريل 1957 صعد العراق من ابتزازه وطالب بضم الاراضي التي سبق أن طلبت بغداد تأجيرها قبل عامين .
- مايو 1957 وقف نوري السعيد وراء المطالبة بضم الأراضي الكويتية رغم انه اعترف في رسالة بخط يده الى بريطانيا بالحدود بما فيها الأرض التي يطالب بضمها في 21 يونيو 1932 .
- في أوائل 1958 عاد نوري السعيد الى اسلوب الخداع والمناورة وعرض علىالكويت الانضمام الى مايسمى " الاتحاد الهاشمي " مع العراق والأردن ، وإلا زاد من تهديداته بضم الكويت عسكريا في أبشع أنواع الابتزاز السياسي .
عبدالكريم قاسم (1958-1963 ) :
- 12/8/1958 كتب قاسم الى حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح مشيدا بالمشاعر الأخوية التى أبداها نحو العراق .
- 19/12/1958 كتبت الخارجية العراقية الى سمو أمير الكويت تناشده الموافقة على التمثيل القنصلي بين دولتي العراق والكويت .
- 29/4/1961 صعد قاسم من لهجته العدائية تجاه الكويت وسخر من اتفاقية 1899 واعتبر نفسه وصيا على الشعب الكويتي .
- 17/5/1961 أبلغ وزير الخارجية العراقي هشام جواد سفير ألمانيا في بغداد ان الكويت جزءا من ولاية البصرة .
- 20/6/1961 بعث قاسم ببرقية تهنئة الى الكويت لإلغاء اتفاقية 1899 وفي اليوم نفسه تكشف صحيفة الثورة العراقية في احدى مقالاتها عن نوايا ضم الكويت .
- 21 /6/1961 شن قاسم هجوما عنيفا ضد الامبريالية البريطانية وتعرضت في اليوم نفسه وسائل الاعلام العراقية للشئون الداخلية لدولة الكويت .
- 25/6/1961 عقد قاسم مؤتمرا صحافيا في وزارة الدفاع العراقية وعاد الى سياسة الابتزاز مدعيا ان للعراق حقوقا تاريخية في الكويت وقال ان الكويت تابعة لولاية البصرة .
- اليوم التالي 26/6/1961 وزع مذكرة علىالسفارات العربية في بغداد جاء فيها ان " الكويت جزء من العراق ولن يفلح الاستعمار في طمس هذه الحقيقة " .
- 27/6/1961 أذاع راديو بغداد خبر تلقي قاسم برقيات تهنئة من قادة الفرق العسكرية والوزارات والهيئات تبارك خطوته بضم الكويت .
- 29/6/1961 قامت القوات العراقية باطلاق النار من زوارقها على السفن الكويتية .
- 30/6/1961 قام قاسم بجولة بجولة بالطائرة علىالمناطق الحدودية مؤكدا أن الكويت ستعود قريبا الى العراق
- 6/7/1961 قال قاسم للصحافيين البريطانيين وكأنه حسم أمر ضم الكويت " ايجوز أن تكون مكة المكرمة هندية لأن فيها حجاجا هنودا " .
- 14/7/1961 أكد قاسم أنه سيتم حفر قناة من نهر الفرات وصولا الى ميناء الأحمدي .
- 31/7/1961 انتقد قاسم موقف الجامعة العربية لرفضها لمسعى العراق لضم الكويت
-4/12/1961 تعرض قاسم لمحاولة اغتيال وهدد على أثرها باشعال حرب في الشرق الأوسط لا تبقي ولا تذر اذا بقيت الكويت منفصلة عن العراق .
- 15/12/1961 أستولى قاسم على 10 سفن كويتية وارغم قادة السفن على تبديل أوراقها بأوراق عراقية كما جمد أموال كويتيين في البنوك العراقية .
- 29/12/1961 أكدت تركيا انها حصلت على تقارير من سفاراتها في بغداد تؤكد استعداد قاسم لمهاجة الكويت في 6/1/1962 .
- 2/1/1962 قال قاسم في مؤتمر لعمال النفط ببغداد " اننا في طريقنا الى الكويت " .
- 11/3/1962 قال وزير الصحة العراقي في مؤتمر الاطباء العرب ببغداد " الكويت أصبحت ثمرة ناضجة وسوف نحصدها في الوقت المناسب " .
- 14/3/1962 أكد قاسم ان الكويت الجزء المسروق من العراق .
عبدالسلام عارف (1963-1966) :
- أبريل 1964 مارس عارف ابتزازه للكويت وطلب 30 مليون دينار كويتي مقابل ضمان عدم استخدام السوفييت لحق الفيتو ضد طلب الكويت الانضمام الى الأمم المتحدة .
- منتصف 1965 عاد عبدالسلام عارف مجددا ليطرح خطة تأجير أراض كويتية للعراق .
عبدالرحمن عارف (1966-1968 ) :
- انشغل عبدالرحمن عارف بالأوضاع الداخلية مما دعا معارضيه ووسائل الاعلام الى اتهامه بالضعف لعدم تصعيد المطالب العراقية في الكويت .
أحمد حسن البكر (1968-1979 ) :
- 28/2/1973 طالب الطاغية صدام نائب البكر بضم جزيرتي وربة وبوبيان .
- 8/3/1973 صعدت العراق من ضغطها علىالكويت لاجبارها على توقيع اتفاق لانشاء جسور وموانىء ومطارات وخطوط للسكك الحديدة تمتد بين البلدين ورفضت الكويت .
- 20/3/1973 دخل العراقيون الحدود الكويتية واستولوا على مركز الصامتة .
الطاغية صدام حسين (1979 - 2003 ) :
- 23/6/1980 قال مسؤول عراقي ان الحدود مع الكويت لم يبت فيها .
- من 1984-1986 اعاد النظام اثارة طلب تأجير أراض كويتية .
-2/8/1990 حول الطاغية صدام الاطماع العراقية من 100 عام الى واقع واحتل الكويت .
- 1998 حشد النظام العراقي البائد قواته على حدود الكويت مرة أخرى .
- 16/7/2000 دعا ابن الطاغية المدعو عدي الى تقليص المنطقة العازلة بين العراق والكويت وطلب من أبواق النظام اثارة هذا الموضوع مجددا .
- 5/11/2001 زعم نائب رئيس النظام طارق حنا عزيز ان الكويت جزء من العراق .
- ابريل 2003 اطلاق الصواريخ العراقية نحو المناطق المدنية والمراكز التجارية والمنشئات النفطية الكويتية في حرب اسقاط النظام العراقي الصدامي.
والآن وفي سير العراق نحو التحول الى الديمقراطية مازالت المواقف والصور تعيد نفسها ، في تأصيل لعقدة في النفوس العراقية المريضة اسمها.............الكويت !!
يقول الدكتور عبدالله يعقوب بشارة الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي الرئيس الحالي لمركز الدراسات الديبلوماسية " فمهما قيل عن تلك الرسالة التي بعث بها العراق الى مجلس الأمن في سعيه للتخلص من الفصل السابق، ورغبته في حصر القضايا في اطار العلاقات الثنائية، فانها حتما جزء من المادة الانتخابية التي توظفها التجمعات العراقية في مساعيها للفوز في يناير القادم، ومن الواضح أن السيد نوري المالكي رئيس الوزراء يدير الملف العراقي - الكويتي في أجواء ليست بعيدة عن المسابقات العراقية الانتخابية، وفي هذا الاطار تأتي الدعوة لعقد مؤتمر العهد الدولي في بغداد من أجل زيادة الضغوط على الكويت للتأثير على تمسكها بآلية مجلس الأمن ومعارضتها اخراج الملف من التزام الأسرة الدولية.
ولدي شخصيا بعض الشك بأن السيد رئيس الوزراء العراقي يتعرض شخصيا للضغط من مستشاريه الذين يجدون في اثارة الملف العراقي - الكويتي مادة انتخابية تحفيزية تفيد المالكي وحزبه."
وكدبلوماسي سابق وخبير يضع الدكتور عبدالله الحلول للخروج من الحالة الكويتية العراقية الكئيبة فيقول :
في هذا الجو العراقي الانتخابي، يحق للكويت أن تضع الوقائع أمام مجلس الأمن، وأمام الدول الدائمة العضوية، ولم ترتكب الكويت حماقات تبرر »النرفزة« الحزبية العراقية التي تذكرنا باسفافات السياسيين العراقيين واعلامهم أيام صدام حسين، فلا جدال بأن سلوك الكويت في اتباع الأسلوب الدبلوماسي يكسبها تعاطف وتفهم أعضاء الأسرة الدولية، لكن هناك خطوات أخرى يجب أن تقوم بها الكويت، وأبرزها زيارة رسمية يقوم بها الشيخ محمد صباح السالم - نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية لمقابلة المسؤولين في بغداد والتباحث معهم مباشرة في جميع البنود التي يتضمنها ملف العلاقات، مع الاصرار على توضيح بعض الحقائق:
أولها: لابد أن تظهر حكومة العراق حسن النوايا وتدللها باجراءات تزيل الشكوك، وتضع بذور الثقة في النوايا والأهداف، فالمطلوب الآن تبني فكر وموقف مختلف عن الأساليب القديمة مع أهمية استبدال المصطلحات البالية بنهج معبر عن ثقافة سياسية وشعبية ورسمية جديدة فيها نظرات مستقبلية تفاؤلية حول العلاقات بين البلدين.
وثانيها: لابد أن يدرك المسؤولون في العراق بأن التراخي والتردد ومحاولات التنصل من الالتزامات ستضع العراق في مواجهة مع مجلس الأمن ومع المجتمع الدولي، وستعقد أوضاعه، وتربك مستقبله، مع التوضيح الكويتي لحكومة المالكي بأن الكويت مطمئنة على أن ملف العلاقات بين البلدين مسؤولية دولية يتحملها مجلس الأمن وملتزم بتنفيذها وبرعايتها مع حماية دائمة لبند الحدود في هذا الملف، مع التأكيد بأن الكويت لن توافق مطلقا على اضعاف التزام مجلس الأمن القانوني والسياسي الدائم حول الحدود وأن هذا الموضوع أقفل نهائيا.
ثالثا: لابد أن تنبثق من زيارة المسؤول الكويتي الى بغداد، لجان فنية لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه حول اكتمال تنفيذ العراق لكل التزاماته التي حددتها القرارات، ومتابعة ما يتوصل اليه الطرفان حول الاستثمارات والديون وحول التعاون الفني واللوجستيكي، على أن تنهي هذه اللجان أعمالها خلال فترة يتم الاتفاق عليها.
رابعا: لابد أن يبتعد الطرفان عن الاثارة الاعلامية أو اللجوء الى البيانات والتصريحات التي لا تساهم في توفير المناخ الهادئ والملائم لتفعيل العلاقات نحو الايجابيات، وأفضل مساهمة في مجال التهدئة هي تعيين سفير عراقي لدى الكويت، فقد تأخر الموضوع كثيرا وسبب الكثير من التفسيرات، وقد سألت أحد العراقيين عن الموضوع فضحك وقال بأن هناك عددا كبيرا يتنافس على الكويت، ومن الصعب الاختيار، فضحكت بهدوء..
خامسا: لابد أن يدرك العراق بأن اطروحات الرئيس المالكي بأن جريمة الغزو هي قرار صدام حسين، أن النظام الحالي لا يتحمل المسؤولية، وأنه أيضا ضحية بطش الرئيس السابق، لا تعطيه الحق في التنصل من الالتزامات ولن تجدي مع الكويت وشعبها الذي يتابع أحداث العراق بكثير من الحذر والريبة، وأن الأسلوب الأمثل هو التخلي عن تلك الأطروحات والتعامل مع الحقائق بلا مساحيق.
ومن المفيد أن يتعرف المسؤولون في العراق على الفكر السياسي الكويتي تجاه مستقبل العلاقات بين البلدين، بلا غموض، وأبرز مكوناته أن يظل نظام العراق فيدراليا ديموقراطيا، تعدديا، بدون أيدولوجيات توسعية مثل البعث أو مثل دعوة القوميين العروبيين ليتعايش العراق مع الجيران بلا طموحات وبدون تدخل، وينفتح نحو الاستثمارات الكويتية، وأن يتطلع الى علاقات خاصة ومميزة مع دول مجلس التعاون.
هذا ما تريده دول المجلس، مع التأكيد على أن الكويت هي الباب الذي يوصل العراق الى الخليج، وبدون ذلك لن يتمكن العراق من بناء جسور مثمرة مع أهل الخليج." انتهى كلام الدكتور عبدالله بشارة
والله يعين بلدنا ....ترتاح شوي من صيحة "بعض" أبناءها ...يطلعون لها جيرانها !!
-----------------------------
*مصادرالتواريخ السابقة نقلا عن (تاريخ الأطماع العراقية في الكويت لعثمان أمين من جريدة الأنباء الكويتية نشر في موقع يا وطن عام 2003 )
* تحليل الدكتور عبدالله بشارة نقلا عن جريدة الوطن الكويتية
الكويت مازالت تدفع فاتورة الضياع العراقي لأنها الجار الأضعف بين دول الإقليم الأخرى المحيطة بالعراق كتركيا وإيران وسوريا والسعودية والأردن ؟
رغم إن الكويت وحدها من كشفت عن رأسها وتلقت سهام الغدر وحدها في سبيل تخليص الشعب العراقي وشعوب المنطقة أجمعها من شر صدام المستطير وشر أبناءه من بعده ، فراهنت على وجودها وكيانها و سلامة أراضيها و على أمن شعبها المسالم ، فتلقت الصواريخ في حرب إسقاط النظام الصدامي في حين دسّت باقي دول الإقليم رأسها في الرمال
بل إن باقي دول الإقليم هي من ناصبت وتناصب العداء للعراق وليست الكويت، فما زالت تركيا تحتل شمال العراق منذ سنين وايران خاضت حرب الثمان سنوات ضده وسوريا منذ انقلاب المقبور صدام عام1979 وهي تأوي معارضي صدام وتحاول الإطاحة به وساندت ايران إبّان الحرب العراقية الايرانية، وسهلت دخول الانتحاريين وافراد جيش القدس وفدائيي صدام والقاعدة بعد سقوط النظام ،ومازالت السعودية ترفض استقبال رئيس الوزراء العراقي وتتهمه بتأجيج الطائفية في العراق ورغم ذلك فلم نجد كلمة جارحة واحدة تخرج من أفواه نواب البرلمان العراقي تجاه تلك الدول ، بفي حين تم رشق الكويت وحدها والتي مازالت حدودها البرية والبحرية تعمل كرئة يتنفس بها العراق اقتصاديا وسياسيا ومن لا يصدق فليذهب الى ميناء الشويخ أو الى العبدلي ليشاهد مئات الشاحنات المحملة التي تعبر يوميا الى صفوان العراق تنقل مختلف أنواع البضائع والأغذية والمعدّات والمساعدات الى الشعب العراقي دون توقّف، فكان جزائنا الجحود والنكران من جار الشمال .
وما هذا التطاول الا استمرار لعقود تاريخية عراقية سيئة مع الكويت
فيصل الأول (1921-1933) :
أراد ابتلاع السعودية و الكويت في مؤتمر العقير في أواخر نوفمبر 1922 وقال ممثله المدعو صبيح بك في حضور الممثل البريطاني السير بيرسي كوكس والملك عبدالعزيز آلسعود ان حدود العراق تنتهي جنوبا على بعد 12 ميلا من الرياض وغربا حتى البحر الأحمر وشرقا الى الهفوف والقطيف على الخليج .
غازي الأول (1933-1939) :
- في مايو 1934 طالبت جريدة الاخاء العراقية بضم الكويت .
- أغسطس 1934 قالت جريدة الثغر العراقية ان الكويت تابعة للبصرة. وانضمت الى قافلة الأكاذيب صحف "الناس والكرخ والطرق والزمان " بايعاز من غازي الأول .
- في 1935 طالب وزير الدفاع العراقي المدعو جعفر العسكري بضم جزيرتي بوبيان ووربة بحجة انهما تكونتا من واد طينية قادمة من انهار تمر في العراق !!.
- 1938 أقام غازي الأول اذاعهه باسمه انطلقت من قصر الزهور تبث سومها للمطالبة بضم الكويت .
- في العام نفسه باستخدام القوة العسكرية ضد الكويت ودفع بالسيارات المدرعة لاجتياح الجهراء لولا تدخل القوات البريطانية.
- عاد رستم حيدر القائم بأعمال الخارجية العراقية الى القول في مجلس المبعوثين العراقي ان" الكويت ليست قابلة للإنفصال عن لواء البصرة" .
- أثار اكتشاف البترول في حقل برقان عام 1939 الاطماع العراقية بغرض التخلص من الازمات الاقتصادية الداخلية .
عبدالاله وصي عرش الملك فيصل الثاني (1939-1953) :
- في نوفمبر 1939 استدعت الخارجية العراقية السفير البريطاني في بغداد لتبلغه رسميا برغبة بغداد الاستيلاء على جزيرتي وربة وبوبيان لانشاء ميناء خور عبدالله .
- يونيو 1940 اعترض العراق على قيام الوكيل السياسي البريطاني في الكويت "ديكسون" باعادة وضع لوحة ترسيم الحدود التي أزالها العراقيون .
- من 1940 الى 1952 استمر عبدالاله في شن الحملات الاعلامية المطالبة بضم الكويت دون تصعيد عسكري تحت ضغط بريطانيا .
فيصل الثاني (1953-1958) :
- جدد نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي في عهد فيصل الثاني مطالبة العراق بانشاء ميناء على الخليج بعد تدفق النفط الهائل .
- ديسمبر 1955 طالب نوري السعيد باستئجار أراض كويتية لمدة 99 عاما ورفضت الكويت التي فطنت الى الخدعة العراقية .
- مارس 1956 اعرب وزير خارجية العراق برهان الدين باشا عن دهشته لرفض الكويت مبدأ التأجير ! .
- أبريل 1957 صعد العراق من ابتزازه وطالب بضم الاراضي التي سبق أن طلبت بغداد تأجيرها قبل عامين .
- مايو 1957 وقف نوري السعيد وراء المطالبة بضم الأراضي الكويتية رغم انه اعترف في رسالة بخط يده الى بريطانيا بالحدود بما فيها الأرض التي يطالب بضمها في 21 يونيو 1932 .
- في أوائل 1958 عاد نوري السعيد الى اسلوب الخداع والمناورة وعرض علىالكويت الانضمام الى مايسمى " الاتحاد الهاشمي " مع العراق والأردن ، وإلا زاد من تهديداته بضم الكويت عسكريا في أبشع أنواع الابتزاز السياسي .
عبدالكريم قاسم (1958-1963 ) :
- 12/8/1958 كتب قاسم الى حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح مشيدا بالمشاعر الأخوية التى أبداها نحو العراق .
- 19/12/1958 كتبت الخارجية العراقية الى سمو أمير الكويت تناشده الموافقة على التمثيل القنصلي بين دولتي العراق والكويت .
- 29/4/1961 صعد قاسم من لهجته العدائية تجاه الكويت وسخر من اتفاقية 1899 واعتبر نفسه وصيا على الشعب الكويتي .
- 17/5/1961 أبلغ وزير الخارجية العراقي هشام جواد سفير ألمانيا في بغداد ان الكويت جزءا من ولاية البصرة .
- 20/6/1961 بعث قاسم ببرقية تهنئة الى الكويت لإلغاء اتفاقية 1899 وفي اليوم نفسه تكشف صحيفة الثورة العراقية في احدى مقالاتها عن نوايا ضم الكويت .
- 21 /6/1961 شن قاسم هجوما عنيفا ضد الامبريالية البريطانية وتعرضت في اليوم نفسه وسائل الاعلام العراقية للشئون الداخلية لدولة الكويت .
- 25/6/1961 عقد قاسم مؤتمرا صحافيا في وزارة الدفاع العراقية وعاد الى سياسة الابتزاز مدعيا ان للعراق حقوقا تاريخية في الكويت وقال ان الكويت تابعة لولاية البصرة .
- اليوم التالي 26/6/1961 وزع مذكرة علىالسفارات العربية في بغداد جاء فيها ان " الكويت جزء من العراق ولن يفلح الاستعمار في طمس هذه الحقيقة " .
- 27/6/1961 أذاع راديو بغداد خبر تلقي قاسم برقيات تهنئة من قادة الفرق العسكرية والوزارات والهيئات تبارك خطوته بضم الكويت .
- 29/6/1961 قامت القوات العراقية باطلاق النار من زوارقها على السفن الكويتية .
- 30/6/1961 قام قاسم بجولة بجولة بالطائرة علىالمناطق الحدودية مؤكدا أن الكويت ستعود قريبا الى العراق
- 6/7/1961 قال قاسم للصحافيين البريطانيين وكأنه حسم أمر ضم الكويت " ايجوز أن تكون مكة المكرمة هندية لأن فيها حجاجا هنودا " .
- 14/7/1961 أكد قاسم أنه سيتم حفر قناة من نهر الفرات وصولا الى ميناء الأحمدي .
- 31/7/1961 انتقد قاسم موقف الجامعة العربية لرفضها لمسعى العراق لضم الكويت
-4/12/1961 تعرض قاسم لمحاولة اغتيال وهدد على أثرها باشعال حرب في الشرق الأوسط لا تبقي ولا تذر اذا بقيت الكويت منفصلة عن العراق .
- 15/12/1961 أستولى قاسم على 10 سفن كويتية وارغم قادة السفن على تبديل أوراقها بأوراق عراقية كما جمد أموال كويتيين في البنوك العراقية .
- 29/12/1961 أكدت تركيا انها حصلت على تقارير من سفاراتها في بغداد تؤكد استعداد قاسم لمهاجة الكويت في 6/1/1962 .
- 2/1/1962 قال قاسم في مؤتمر لعمال النفط ببغداد " اننا في طريقنا الى الكويت " .
- 11/3/1962 قال وزير الصحة العراقي في مؤتمر الاطباء العرب ببغداد " الكويت أصبحت ثمرة ناضجة وسوف نحصدها في الوقت المناسب " .
- 14/3/1962 أكد قاسم ان الكويت الجزء المسروق من العراق .
عبدالسلام عارف (1963-1966) :
- أبريل 1964 مارس عارف ابتزازه للكويت وطلب 30 مليون دينار كويتي مقابل ضمان عدم استخدام السوفييت لحق الفيتو ضد طلب الكويت الانضمام الى الأمم المتحدة .
- منتصف 1965 عاد عبدالسلام عارف مجددا ليطرح خطة تأجير أراض كويتية للعراق .
عبدالرحمن عارف (1966-1968 ) :
- انشغل عبدالرحمن عارف بالأوضاع الداخلية مما دعا معارضيه ووسائل الاعلام الى اتهامه بالضعف لعدم تصعيد المطالب العراقية في الكويت .
أحمد حسن البكر (1968-1979 ) :
- 28/2/1973 طالب الطاغية صدام نائب البكر بضم جزيرتي وربة وبوبيان .
- 8/3/1973 صعدت العراق من ضغطها علىالكويت لاجبارها على توقيع اتفاق لانشاء جسور وموانىء ومطارات وخطوط للسكك الحديدة تمتد بين البلدين ورفضت الكويت .
- 20/3/1973 دخل العراقيون الحدود الكويتية واستولوا على مركز الصامتة .
الطاغية صدام حسين (1979 - 2003 ) :
- 23/6/1980 قال مسؤول عراقي ان الحدود مع الكويت لم يبت فيها .
- من 1984-1986 اعاد النظام اثارة طلب تأجير أراض كويتية .
-2/8/1990 حول الطاغية صدام الاطماع العراقية من 100 عام الى واقع واحتل الكويت .
- 1998 حشد النظام العراقي البائد قواته على حدود الكويت مرة أخرى .
- 16/7/2000 دعا ابن الطاغية المدعو عدي الى تقليص المنطقة العازلة بين العراق والكويت وطلب من أبواق النظام اثارة هذا الموضوع مجددا .
- 5/11/2001 زعم نائب رئيس النظام طارق حنا عزيز ان الكويت جزء من العراق .
- ابريل 2003 اطلاق الصواريخ العراقية نحو المناطق المدنية والمراكز التجارية والمنشئات النفطية الكويتية في حرب اسقاط النظام العراقي الصدامي.
والآن وفي سير العراق نحو التحول الى الديمقراطية مازالت المواقف والصور تعيد نفسها ، في تأصيل لعقدة في النفوس العراقية المريضة اسمها.............الكويت !!
يقول الدكتور عبدالله يعقوب بشارة الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي الرئيس الحالي لمركز الدراسات الديبلوماسية " فمهما قيل عن تلك الرسالة التي بعث بها العراق الى مجلس الأمن في سعيه للتخلص من الفصل السابق، ورغبته في حصر القضايا في اطار العلاقات الثنائية، فانها حتما جزء من المادة الانتخابية التي توظفها التجمعات العراقية في مساعيها للفوز في يناير القادم، ومن الواضح أن السيد نوري المالكي رئيس الوزراء يدير الملف العراقي - الكويتي في أجواء ليست بعيدة عن المسابقات العراقية الانتخابية، وفي هذا الاطار تأتي الدعوة لعقد مؤتمر العهد الدولي في بغداد من أجل زيادة الضغوط على الكويت للتأثير على تمسكها بآلية مجلس الأمن ومعارضتها اخراج الملف من التزام الأسرة الدولية.
ولدي شخصيا بعض الشك بأن السيد رئيس الوزراء العراقي يتعرض شخصيا للضغط من مستشاريه الذين يجدون في اثارة الملف العراقي - الكويتي مادة انتخابية تحفيزية تفيد المالكي وحزبه."
وكدبلوماسي سابق وخبير يضع الدكتور عبدالله الحلول للخروج من الحالة الكويتية العراقية الكئيبة فيقول :
في هذا الجو العراقي الانتخابي، يحق للكويت أن تضع الوقائع أمام مجلس الأمن، وأمام الدول الدائمة العضوية، ولم ترتكب الكويت حماقات تبرر »النرفزة« الحزبية العراقية التي تذكرنا باسفافات السياسيين العراقيين واعلامهم أيام صدام حسين، فلا جدال بأن سلوك الكويت في اتباع الأسلوب الدبلوماسي يكسبها تعاطف وتفهم أعضاء الأسرة الدولية، لكن هناك خطوات أخرى يجب أن تقوم بها الكويت، وأبرزها زيارة رسمية يقوم بها الشيخ محمد صباح السالم - نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية لمقابلة المسؤولين في بغداد والتباحث معهم مباشرة في جميع البنود التي يتضمنها ملف العلاقات، مع الاصرار على توضيح بعض الحقائق:
أولها: لابد أن تظهر حكومة العراق حسن النوايا وتدللها باجراءات تزيل الشكوك، وتضع بذور الثقة في النوايا والأهداف، فالمطلوب الآن تبني فكر وموقف مختلف عن الأساليب القديمة مع أهمية استبدال المصطلحات البالية بنهج معبر عن ثقافة سياسية وشعبية ورسمية جديدة فيها نظرات مستقبلية تفاؤلية حول العلاقات بين البلدين.
وثانيها: لابد أن يدرك المسؤولون في العراق بأن التراخي والتردد ومحاولات التنصل من الالتزامات ستضع العراق في مواجهة مع مجلس الأمن ومع المجتمع الدولي، وستعقد أوضاعه، وتربك مستقبله، مع التوضيح الكويتي لحكومة المالكي بأن الكويت مطمئنة على أن ملف العلاقات بين البلدين مسؤولية دولية يتحملها مجلس الأمن وملتزم بتنفيذها وبرعايتها مع حماية دائمة لبند الحدود في هذا الملف، مع التأكيد بأن الكويت لن توافق مطلقا على اضعاف التزام مجلس الأمن القانوني والسياسي الدائم حول الحدود وأن هذا الموضوع أقفل نهائيا.
ثالثا: لابد أن تنبثق من زيارة المسؤول الكويتي الى بغداد، لجان فنية لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه حول اكتمال تنفيذ العراق لكل التزاماته التي حددتها القرارات، ومتابعة ما يتوصل اليه الطرفان حول الاستثمارات والديون وحول التعاون الفني واللوجستيكي، على أن تنهي هذه اللجان أعمالها خلال فترة يتم الاتفاق عليها.
رابعا: لابد أن يبتعد الطرفان عن الاثارة الاعلامية أو اللجوء الى البيانات والتصريحات التي لا تساهم في توفير المناخ الهادئ والملائم لتفعيل العلاقات نحو الايجابيات، وأفضل مساهمة في مجال التهدئة هي تعيين سفير عراقي لدى الكويت، فقد تأخر الموضوع كثيرا وسبب الكثير من التفسيرات، وقد سألت أحد العراقيين عن الموضوع فضحك وقال بأن هناك عددا كبيرا يتنافس على الكويت، ومن الصعب الاختيار، فضحكت بهدوء..
خامسا: لابد أن يدرك العراق بأن اطروحات الرئيس المالكي بأن جريمة الغزو هي قرار صدام حسين، أن النظام الحالي لا يتحمل المسؤولية، وأنه أيضا ضحية بطش الرئيس السابق، لا تعطيه الحق في التنصل من الالتزامات ولن تجدي مع الكويت وشعبها الذي يتابع أحداث العراق بكثير من الحذر والريبة، وأن الأسلوب الأمثل هو التخلي عن تلك الأطروحات والتعامل مع الحقائق بلا مساحيق.
ومن المفيد أن يتعرف المسؤولون في العراق على الفكر السياسي الكويتي تجاه مستقبل العلاقات بين البلدين، بلا غموض، وأبرز مكوناته أن يظل نظام العراق فيدراليا ديموقراطيا، تعدديا، بدون أيدولوجيات توسعية مثل البعث أو مثل دعوة القوميين العروبيين ليتعايش العراق مع الجيران بلا طموحات وبدون تدخل، وينفتح نحو الاستثمارات الكويتية، وأن يتطلع الى علاقات خاصة ومميزة مع دول مجلس التعاون.
هذا ما تريده دول المجلس، مع التأكيد على أن الكويت هي الباب الذي يوصل العراق الى الخليج، وبدون ذلك لن يتمكن العراق من بناء جسور مثمرة مع أهل الخليج." انتهى كلام الدكتور عبدالله بشارة
والله يعين بلدنا ....ترتاح شوي من صيحة "بعض" أبناءها ...يطلعون لها جيرانها !!
-----------------------------
*مصادرالتواريخ السابقة نقلا عن (تاريخ الأطماع العراقية في الكويت لعثمان أمين من جريدة الأنباء الكويتية نشر في موقع يا وطن عام 2003 )
* تحليل الدكتور عبدالله بشارة نقلا عن جريدة الوطن الكويتية
No comments:
Post a Comment