المفسدون في الارض

اقلام ملكت الصحافة العربية دهرا لوثت عقولنا بأفكارهم الاشتراكية الماركسية الثورية سنين سبا وشتما بالاستعمار وبالإمبريالية والرأس مالية ، وتارة ينعتونا بالمتخلفين وتارة ينعتون حكامنا بالرجعيين حتى سقط الدب على وجهه كدمية بالية تسللت خيوطها وأخرجت مابداخلها من قش تعيس كعقولهم لا يسمن ولا يغني من جوع ، ثم انتقل هؤلاء الى النقيض الآخر وأخذوا يسبحون بحمد العولمة والتقدم العلمي والتطور الغربي العظيم ، انسلخوا عن دينهم وعقيدتهم ، طالبوا بفتح بارات الخمور وصالات القمار ومواخير الداعرات تحت شعار " ما لله لله وما لقيصر لقيصر " !!! وقذفوا بكل ملتحي عالم كان أو جاهل بأبشع الأوصاف ، وحجروا على الناس عقولهم واستملكوا حقوق العقل الراجح والرأي السديد فأصبحوا هم من يعطي صكوك العلم والفهم في مجتمعاتنا ، وهم الوطنيون الوحيدون والمحررون والمفكرون وحدهم وليس لغيرهم أن يطلب أكثر من لقب مواطن مسحوق ، وهم وحدهم من لهم الصلاحية في إجازة القوانين وضعية كانت أو سماوية ، وهم وحدهم فقط من يجيد تفسير القرآن والأحاديث الشريفة فيأخذوا منها ما وافق هواهم وتركوا منها ما لم يتوافق !! قوم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، لوثوا عقولنا دهرا وما زالوا هناك يكتبون ويعربدون على شاشات الفضائيات تحت مسميات المفكر الأستاذ الدكتور والخ من خرج الألقاب الذي لا ينضب ، هم المصلحون وحدهم والباقي مفسدون .... هل عرفتموهم ؟!