Wednesday, February 02, 2005

عودة الخوارج

العمل الإرهابي الدنيء الخطير والذي أودى بحياة رجال الأمن وكاد يودي بحياة الأبرياء الأخرين في المجمع التجاري كان من وجهة نظري عمل متوقع في ظل الظروف الأمنية المحيطة بنا ، فالوضع الأمني المتفجر في العراق والعمليات الارهابيه التي انتقلت الى المملكة العربية السعودية لابد لها من أن تمس كويتنا أيضا فنحن جزء من بقعة الحروب الطاحنة التي مرت على المنطقة في العقدين الماضيين بل كنا في فترة من الفترات قلب الحروب نفسها !!
ولكن هناك عدة تساؤلات أولها ، ان كان الجاني أحد أتباع جماعة " التكفير والهجرة" على حسب المصادر الصحفية التي نشرت في اليوم التالي للجريمة فإن هذه الجماعة بالذات هم من مزّقوا في السبعينات الجنسية والجواز الكويتي واعلنوا كفر الحكومة الكويتية وكل من والها من جيش وشرطة وبعض من أفرادها اعتزلوا الناس وعاشوا في الصحراء !! وهم من اتباع جهيمان العتيبي وحركته التي روعت الحرم المكي الشريف ، فإن هذه الجماعة معروفة لدى الناس العاديين في الكويت فبالتالي هم معروفون لدى الأمن بالتأكيد ، اذا لماذا لم توضع هذه الجماعة تحت المراقبة الشديدة في ظل الظروف الصعبة ؟
وأما اذا كان المجرم من جماعة اخرى فأيضا كل الجماعات والتنظيمات الكويتية الإسلامية والعلمانية والوطنية والمستقلة معروفه لدى الأمن بل لدى الجميع ، لأن الكويت بلد صغير بمساحته ومفتوح وديموقراطي لا يدار من خلف السواتر والغرف المظلمة وان تكلم من في العبدلي سمعه من في النويصيب ، وبالتأكيد لم يكن المتهم المذكور بمفرده والدليل ان من قام باطلاق الرصاص باتجاه رجال الأمن هم أصحابه الذين كانوا برفقته في سيارة أخرى ، اذا ما جرى ليس تصرفا فرديا إنما وراءه تنظيم .
الخلاصة ان الأرهاب لا يستثني بلد بعينه ولا بقعة عن بقعة فالجميع معرض للخطر وأصبح كل مواطن "هدف مشروع " لطيور الظلام خوارج هذا العصر الذين اتخذوا من الدين شعار ، والدين و رب هذا الدين ورسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وآله وعباد الله منهم براء ، فما دامنا أهداف متحركة لهؤلاء فعلى الجميع التكاتف ولنكن دروع لصد شرورهم ورده في نحورهم وتفويت الفرصة عليهم ليحولوا بلدنا لآمن المطمئن الى أفغانستان أخرى ، وانا لله وانا إليه راجعون

No comments:

Post a Comment