Friday, April 21, 2006

الأحزاب الكويتية


تتصاعد وتيرة المطالبات بإشهار الأحزاب في الكويت ، فالناظر إلى مقالات الصحف اليومية والمتابع لتصريحات المسئولين عن التجمعات السياسية تجدهم يدفعون نحو مطالبة الحكومة ومجلس الأمة بالسماح لهذه الأحزاب بالظهور إلى العلن !
كنا في السابق نتخوف جدا من إشهار الأحزاب ، بما لكلمة الأحزاب من معنى لتأصيل التفرقة وتقطيع المجتمع إلى فئات ، قد تؤدي إلى صراع وتناحر على الكراسي والسلطة ولنا في النموذج اللبناني خير شاهد.
إلا أن الحقيقة هي ان المجتمع الكويتي قد "تقسّم" فعلا لا إراديا في توجهه السياسي والاجتماعي، و نتيجة طبيعية للوضع الديموقراطي ولحرية التعبير المتأصلة في البلاد . والناظر للانتخابات البرلمانية والبلدية وحتى في انتخابات الجمعيات التعاونية او جمعيات النفع العام والأندية الرياضية يتجلى له تماما صحة ما نقول، ثم جاءت التجمعات والحركات المعلنة لتؤكد التقسيم المذكور، فالحركة الدستورية وحزب الأمة والحركة السلفية والحركة السلفية العلمية وتجمع الوفاق الإسلامي ، والتجمع الديموقراطي وغيرها من التجمعات ما هي إلا صور مصغرة للأحزاب الكويتية السياسية ، بتوجهاتها وأطيافها المتنوعة.
صحيح أيضا أن كثير من الأحزاب التي رأيناها حول العالم تسعى لمصلحة أعضائها أولا قبل الآخرين وهذا ينطبق على تجمعاتنا السياسية الحالية في الكويت ، إلا أن رغم ذلك فإن إشهارها وإظهارها الى العلن أفضل من إبقاءها في حيز المباني والسراديب المغلقة. ثم لماذا المقارنة الدائمة في التجربة اللبنانية ؟ لماذا لا تُقارن بالأحزاب الأوربية أو الأمريكية أو بدول قريبة منا كتركيا وإيران والأردن
إشهار الأحزاب آت لا محالة ودفن الرؤوس في الرمال لن يجدي، فالمناخ السياسي في البلد مواتي جدا خاصة بعد ما جرى من أحداث بوفاة سمو الأمير الراحل يرحمه الله وعملية انتقال السلطة والاستمرار بفصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء كلها أمور تصب في مصلحة تقوية الحكم " الديموقراطي" في البلاد والأحزاب جزء لا يتجزأ منها والحقيقة أني أتمنى ظهور هذه الأحزاب في القريب العاجل ، وفق قوانين، ثم بإعلان هذه الأحزاب عن خطة عملها وأهدافها وتسمية مكاتبها السياسية وأعضائها. ولا خوف ان شاء الله على الكويت ففي المنزل الواحد تختلف الآراء والتوجهات ولكن يبقى الولاء للمنزل، يبقى الولاء
"للكويت
".

No comments:

Post a Comment