Saturday, February 23, 2008

نبيها...وحدة وطنية


من الطبيعي أن ننزعج عندما تقوم مجموعة من الناس فتؤبن أحد المجرمين بحق الكويت وأهلها ، أحد المجرمين الدمويين ،حينما خطط ودبر التفجيرات للمؤسسات والمرافق الحكومية كبرج التحكم التابع لوزارة الكهرباء وبرج المراقبة الجوية في المطار بالإضافة الى السفارتين الأمريكية والفرنسية عام 1983 وقُتل فيها من قُتل وأصيب فيها من أصيب ، ومن الطبيعي أيضا أن يفور الدم في عروقنا عندما تقوم هذه المجموعة بكيل المديح لمن كان يهدف لاغتيال سمو أميرنا الراحل جابر الأحمد طيب الله ثراه عام 1985 ،وقام بتفجير الموكب الخاص به في نهار رمضان .
ومن الطبيعي أن نستنكر ونشجب ما قامت به هذه المجموعة من ذرف الدموع على مجرم سفاح قام بالتخطيط لعملية تفجير المقاهي الشعبية وقتل الآمنين من أطفال ونساء وشيوخ عام 1985 أيضا ، ومن الطبيعي أن يعترينا الغضب على هذه المجموعة عندما هاجمت بالألفاظ النابية كل من أدان أحدى جرائم هذا الإرهابي حينما قام بنفسه بقيادة عملية اختطاف طائرة كويتية بمن فيها وترويعهم ومن ثم قتل أثنين منهم دون ذنب ثم رمي جثتيهما الطاهرتين من باب الطائرة ليتهشم العظام على أسفلت مدرج مطار لارنكا.
إن ما قام به اثنين من نواب الأمة الحاليين وواحد من النواب السابقين وأحد نواب المجلس البلدي بالمشاركة في تأبين هذا المجرم لهو استهتار صارخ بمشاعر الشعب الكويتي وضربا بالحائط بهيبة الدولة وشقا واضح لصف الوحدة الوطنية التي تنعم به كويتنا الغالية.
ولكن الى هنا ونقول كفى ، نعم ، من أجل الكويت يكفي تصعيد ، فالأمر الآن بيد القضاء النزيه ، فبعد تقديم وزير الداخلية البلاغ الى النيابة العامة ستقوم باستدعاء المتورطين في التأبين المشئوم ومن ثم تحوليهم الى القضاء ليقوم بإلقاء الكلمة الفصل.
وأما بالنسبة الى النواب المتورطين فمن الواضح أن مجلس الأمة سيقوم باسقاط الحصانة البرلمانية عنهما ومن ثم سيمثلون أمام القضاء حالهم كحال البقية ، فمن ثبتت عليه التهمة سينال جزائه ومن تثبت براءته سيخلى سبيله.
فيا عقلاء الكويت لا نريد المزيد من المشاكل لكويتنا فيكفينا وقعونا في منطقة من العالم هي بؤرة التوتر منذ أكثر من ثلاثون عاما ، ولا نريد استيراد فتن وصراعات من الخارج رحمة بنا وبكم وبكويتنا، فأغلقوا الباب بوجه المصطادين في الماء العكر من بعض الصحف والقنوات الفضائية التي تدعي الوطنية وحافظوا على كويتنا من الفتن ومن أعدائها المتربصين بها، والله خيرٌ حافظا.

No comments:

Post a Comment