صراع أبناء العمومة الثنائي السابق ، انقسم وولـّد جناحين آخرين ، ليصبح الصراع رباعي في محاولة لتكوين "لوبي" ومجاميع ثقل تستخدم في معارك كسر العظم داخل أروقة مجلس الأمة القادم. لذا فإن مغارة علي بابا بصناديقها المكتنزة بالأموال العامة والخاصة قد فـُتحت لا بكلمة السر "افتح يا سمسم " بل بكلمة أخرى هي "أبشر طال عمرك " ليتم صرفها على لعبة صراع الدّيكة كما هي العادة في كل انتخابات ، وبعد أن كان اللعب بين الكبار والضرب تحت الحزام بعيد عن أعين "الحَكــَم" أصبح الآن عيني عينك بل بات يُبث مباشرة على شاشات الفضائيات!!
وقد قام كل جناح بتقسيم المرشحين إلى قسمين ، القسم الأول للمرشحين السوبر وهم عبارة عن نواب سابقون أو وجوه إعلامية ثقافية،أكاديمية،رياضية،شهيرة ..ألخ ولهم حظوظ قوية في الفوز بعضوية البرلمان وهؤلاء يتلقون دعم مادي ومعنوي كبير من الجناح ، والقسم الآخر لمن حظوظه اقل أو تكاد تكون معدومة ويتم إنزاله في المعارك الانتخابية لضرب مرشح لأحد الأجنحة المنافسة ولا يمنع أن يكون من نفس العائلة أو القبيلة أو الطائفة .
معركة لا يمكن وصفها إلا بالشراسة ولا تخلو من الغدر في حق الكويت وشعبها فهي تنسف مفهوم الديمقراطية وحرية الاختيار وتقطع أواصر العلاقة الاجتماعية بين أفراده، أسلوب خطير جدا على مستقبل الكويت ككيان لا على مستقبل الديمقراطية فحسب.
والعيب ليس في زعماء الأجنحة المتصارعة فهم لديهم العذر من وجهة نظر كل منهم في محاولة السيطرة على البلد ولكن العيب وكل العيب فيمن أرتضى لنفسه أو لعائلته أو لقبيلته أو طائفته أن يكون تابع ينقاد كالبعير ويستغل من قبل هؤلاء لتحقيق مآربهم على حساب الوطن وأبناءه.
وللأسف فقد فشلت كل المحاولات ومن أعلى المستويات في احتواء هذا الصراع ، لذلك يبقى الأمل معقودا على أبناء الوطن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الانقياد وراء ما يمليه الضمير والحس الوطني النظيف في اختيار المرشحين بعيدا عن "أوامر " فلان أو علاّن .
وخاتمة القول لن نطلب من زعماء الأجنحة المتصارعة وتابعيهم بأن يتقوا الله في الكويت ، لأنهم ببساطة قد ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة فهم لا يعقلون، بل نقول لمن تبقى لديه ذرة خوف على الكويت ويرى الهدم المتعمد للكويت يحدث أمامه ولا يحرك ساكن، أن الكويتي الحقيقي لن ينطلي عليه مكر أولئك ولن يبيع ضميره وصوته أو قلمه بكنوز الدنيا . وصدق الله العظيم حين قال : "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ".
Friday, April 11, 2008
المال السياسي والصراع الرباعي
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment