صدفة حينما ترى بصيص من الأمل والجمال الذي انساب من بين ظلام الدنيا ، تقلب القلم بين السبابة والإبهام تنتظر الأسلوب الأمثل لترجمة الفكرة المختلجة بين أضلعك ، وما أن تبدأ بطباعة أول الحروف حتى يحبطك الواقع فتلقي بالقلم ليصطدم ويهوي ويسيح حبره على أول حائط يقابله فتعود الى التجهم والعبوس !!
أي جمال وأية فرحة أكتب عنها وكل ما يحيط بنا يحتاج الى فوتوشوب ليغير من هيئته الكئيبة، تتأمل وجهك في المرآة فتجد أن التجاعيد رسمت أخاديد وأنفاق فأحالك الى عجوز قد بلغ من العمر عتيا!!
تغلق الكمبيوتر ، تتأمل مكتبة الكتب المثقلة بعشرات الكتب التي لم تجد لها الوقت الكافي أو "الخلق" المناسب لقراءتها .
تسحب أحدها ، تجده كتاب في التاريخ ، تنفض الغبار عنه ، غبار الطقس وغبار الماضي المتراكم ، تمسح الباقي منه بثوبك وتلقي بجسدك على الأريكة ، تقلب صفحاته تقرأه عينك بنهم ، يشدّك الأسلوب الجميل للمؤلف فتشتاق أن تمتشق القلم ، إلا أن المآسي الذي حمله التاريخ يدفعك مرة أخرى للاستغراق في القراءة، علك تبحث عن سبب المأساة فتجده لا يرقى لأن تسيل دونه الدماء وتستبيح الحرمات والأرواح فتنطفئ جذوة الكتابة لديك فوجودك في مقاعد المتفرجين أجدى لنفسيتك المتعبة .
تشطح بك العاطفة لتكون أحد أبطال قصة ذلك التاريخ التليد ، وماتلبث أن يعيدك العقل الى رشدك فالتاريخ بمآسيه وبدمويته وبغدره وبخديعته لا يختلف عن واقعنا الحالي بشيء سوى ببطء الآلة الإعلامية في السابق عن ما هي عليه الآن ، أما المطبلين والردّاحين والمساحين فهم هم مهما اختلف العصر أو الزمان ، تدلف الى النافذة آملا انتهاء الغارة الترابية لكنك تصاب بالخيبة..فمازال الغبار جاثم على صدر الحياة.... طال انتظارنا ، وازداد شوقنا لرؤية زرقة السماء!!
Wednesday, June 18, 2008
غبـــــــــــــــــــــار
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment