نسخة من مجلة المرابطون في سبيل الله وهي احدى المنشورات التي طبعها الشباب المرابط أيام الغزو العراقي سنة 1990
بلغت الأمم مجد الحضارة بالأخلاق، ومن غيرها ما كان لها ان ترتقي وينهض فيها الشعب..الدول التي بلغت مجد الحضارة ترى في مؤسساتها المدنية والعسكرية المثل والاخلاق.. لا تسيّر جيشها بغدر وخداع بل تعلن الحرب بعد انذار واعلان الاسباب الداعية إلى التأزيم..ما وقع لنا كان على غرار الغزوات القديمة أيام الجهل والتخلف.. كل ما رأيناه من الجيش العراقي كان للنهب والسلب هناك من برّر الذي حصل بأنه من شخصية واحدة حتى اطلقوا عليه (الغزو الصدامي).. فهذا غير مقبول.. ان حكومتنا وأجهزة إعلامها تريد ان تجامل النظام الحالي في العراق ولا تقول عنه (الغزو العراقي).. ان صدام كان يمثل دولة فيها برلمان ومؤسسة عسكرية وشعب.. هل من اخلاق هذه المؤسسة اشعال الحرب دون الاعلان عنها؟ لقد اتهم العراق الكويت بانها زادت من حصص بيع النفط مع الامارات العربية المتحدة دون ان يرجع العراق الى تحكيم المنظمات النفطية والهيئات الدولية والمحاكم التي تفصل بين الدول.قام العراق بغزوه بغتة في آخر ليلة مظلمة، وكذب العراق على العالم فقال ان انقلاباً حدث في الكويت وطلب منظموه الاستعانة بالجيش العراقي.. ثم قالوا للجيش والاعلام ان الجيوش الجرارة هذه ستذهب الى تحرير فلسطين عن طريق الكويت.أكاذيب وتلفيق كيف يقبلها العراق على نفسه؟ وفي التلفزيون أجبر سفير الكويت على قول ما أمر به.. بمقولة إن الفرع عاد إلى الأصل.. وكان عليه ان يجند نفسه فداء للكويت اما ان يصمت او يعلن رفضه لما يريدون، ويعلن العصيان كما عمل جميع المواطنين صغاراً وكباراً.. رجالاً ونساءً فداء للوطن وليس بتلك الصورة المزرية التي ظهر فيها، ماذا لو رفض وقتل لكان على قائمة الشهداء الابرار.. لقد كان من ضمن المقاومة شباب وشابات من «البدون» سجلوا مواقف باسلة وشجاعة ومنهم من استشهد.. اننا بالمقارنة نقر ان إسرائيل قد اعتدت على العرب واحتلت دولة عريقة ونعترف بظلمها وتجاوزاتها.. وللحقيقة نعترف انه اثناء احتلالها لفلسطين وغيرها لم تنهب ولم تسرق ولم تستبح الدول التي احتلتها وكانت شريفة عفيفة لم تعتد على النساء.. ولم تنهب الاسواق والمنازل.. الجيش العراقي والمواطنون العراقيون هجموا بحافلاتهم وسياراتهم الخاصة ليشاركوا في السرقة والنهب.. واعلامنا مازال يقول (الغزو الصدامي) نعم صدام كان على رأس هذه المهزلة ولكن لا نبرئ الجيش والشعب الذي ملأ البلاد وعاث فيها سلباً ونهباً وحرقا.. اسرائيل لم تنهب بنوك الضفة الغربية كما سرقها العراقيون عندنا.. وأشقاؤنا العرب القريبون والبعيدون عنا، يريدون ان ننسى كل ذلك.. هناك أسر بل عشرات الأسر التي اعتدي على شرفها مازالت صامتة لم تفصح عن البلاء الذي أصابها..الاستاذ حامد الجبوري ظهر في لقاء قناة الجزيرة وكان يشغل منصب وزير للشؤون الرئاسية ووزير للاعلام في عهد صدام كان رجلا شجاعاً ومن البواسل قال في اللقاء انني لم أتهيب من صدام ولم أخف منه ولكن كنت أخشى اسلوبه الخسيس هو وبطانته في إذلال الانسان بأن يعتدي على محرماته، عندما كان صدام يأمر بجلب نساء المعارض له وتعرى أمامه في السجن ويعتدى عليهن.المذيع أحمد منصور هو مفتون بصدام حسين كالعادة كان يحاول بكل طريقة ان يلمع اسم صدام بل يفخر به كما يفخر به جماعة من الاخوان المسلمين حتى اليوم، وهكذا كان يشوش على من يقابلهم ليفرض رأيه عليهم.. وكان يتهكم على الاستاذ حامد الجبوري لانه هاجم صدام حسين.وأعود الى الغزو الذي تأتي ذكراه المشؤومة.. ولكي لا ننسى هذا الحدث ليس من الشجاعة ان يهاجم جيش جرار دولة صغيرة، لا جيش لها تقريبا وتفتقر الى مكونات المؤسسة العسكرية.. حتى ان رئيس الاركان الامريكي باول عقب على الغزو قائلاً: ياإلهي لم كل هذه الجيوش.. لو بعث صدام شرطته بدون هذه الاسلحة لاحتل الكويت؟!.هكذا تجبّر الجيش العراقي على الكويت وهو الذي كان لديه مليون جندي ويتكون من 63 فرقة منها 8 فرق من الحرس الجمهوري لحماية صدام حسين و 5747 دبابة منها 1072 سوفيتية عملاقة (تي 72) دفعها كلها نحو الكويت و 1600 مدرعة و 3500 مدفعية و 330 قطعة ذاتية الاطلاق»، في الايام الثلاثة من الغزو دخل الكويت 350 الف جندي.ومن التورية والنفاق ان الكتائب الثلاث التي داهمت الكويت كان قد أطلق عليها اسماء دينية.. (المدينة المنورة)، (نؤمن بالله)، وغيرها وتوقعت انا كاتب هذه السطور ان تخفف مسميات الغزو في كتابي (عندما غاب الرأي) في سنة 1998 عندما كتبتُ فصلاً كاملاً أطلقت عليه هذا العنوان: (لكي لا تكون الكارثة شخصاً) وصارت الآن في اعلامنا هكذا (الغزو الصدامي) وليس العراقي.
***
لاننسى أن نشكر الأخوة والأخوات معدين أفلام الغزو العراقي الوثائقية على اليو تيوب ألف تحية على مجهودكم وبارك الله بكم
No comments:
Post a Comment