Friday, September 17, 2010

فتنة تلد أخرى


لم تكد سحب الرحمة عن سماء رمضان تودع محبيها الذين عاشوا نهاره صائمين وأحيوا ليله قائمين بين ساجد وراكع وبين مسبّح وقارئ للقرآن حتى لاح في الأفق بوادر عواصف ترمي بشررها هنا وهناك ، وهذا ليس بغريب على وقتنا الحاضر فلم تنقضي مصيبة حتى أطّلت أخرى بشرّ منها !!
"يسّور الخبيث" ذلك السفيه الذي تطاول على عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم من خلال ما رأينا جميعا في اليوتيوب من ردح و "تهويس" في لعن وسب لأمهات المؤمنين وحبيبة رسول الله الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر الصديق وللسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب وسب ولعن أبويهما رضي الله عنهم أجمعين لأمر يجعل الدم يفور في العروق ،ويحرك الأموات في القبور ، ويجعلنا نطالب بالقصاص من ذلك الأرعن وفق أحكام القانون الذي يجّرم التعرض للأديان والمقدسات ، ولعلها فرصة له للتوبة مما أفك ، فلو كان القانون وفق الحكم الشرعي الإسلامي فإن الحكم لمثل هذا التافه هو (القتل) بإجماع علماء المسلمين سنة وشيعة لأنه طعن في عرض النبي صلى الله عليه واله وسلم وليس في امرأة مؤمنة من غير أزواج النبي ، فقد أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ، فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات }، قال : هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله عليه واله وسلم ، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه واله وسلم التوبة ، ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء}إلى قوله{إلا الذين تابوا} ، ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه واله وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية {لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم} ، فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر. الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .
قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ان هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال الله تعالى { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم } ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر . و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لاغيرة له - ، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته .
فعلى الحكومة الكويتية الآن التحرك سريعا لمواجهة الفتنة ووأدها قبل استفحالها فهذا الساقط لا هو بعالم ولا بشيخ ولا يمثل الشيعة بل لم يسلم علماء الشيعة أنفسهم من لسانه القذر ، فنتمنى من العقلاء قطع ألسن الفتنة قبل وصول سمها الزعاف الى أبناء الوطن ، وأما مناداة البعض بإسقاط الجنسية عنه فتلك (طرزانيات نوّاب) مضحكة والمضحك أكثر مطالبة النواب الشيعة بإسقاط جنسية الشيخ عثمان الخميس وأين الثرى من الثريا فالشيخ عثمان شيخ وتلميذ عالم جليل "الشيخ بن عثيمين" رحمه الله والشيخ عثمان لم يشتم أو يلعن فهو باحث وشيخ يقارع الحجة بالحجة ويتتبع الدليل من خلال القرآن والسنة والسيرة وشخصيا لم أناقشه في أمر عن موقف خاطئ لأحدهم إلا قال لي "أدعو له بالهداية " ، فشتّان بينهما.
إلا أن القضية هذه تدعو إلى التفكر قليلا لماذا ظهر "يسّور الخبيث" في هذا الوقت بالذات ليفجّر قنبلته النتنة بيننا ؟ أليس في الأمر ريبة ؟ ألا يمكن أن تكون هناك أصابع خفية وراءه تريد حرق البلد من الداخل بعد أن فشل الآخرون من حرقه من الخارج؟ فبعد أن ظهرت فتنة الحضر والبدو وداخل السور وخارج السور والأصيل والبيسري كفتنة عرقية ، وهي بين مد وجزر كأمواج البحر، أتى هذا الفاسق ليلقي في الساحة فتنة الطائفة والمذهب ، ألا يراد للكويت وباقي دول الخليج أن يكونوا كالعراق الآن ، مواطن يقتل ويسلب ويستحل دم وعرض أخيه ؟ لم هذا التوقيت في ظل الأوضاع الخطرة والمرتقبة للهجوم الإسرائيلي الأمريكي على المفاعلات النووية الإيرانية ومدى تأثيره على دول الإقليم في الخليج ؟
وأما العاصفة الأخرى التي كادت تعصف في الدنيا فهي نية التعيس جونز بحرق المصحف بمقابل إلغاء المركز الإسلامي المزمع إنشاؤه بقرب مركزي التجارة العالمين ، وقفة شهمة وغيرة مضرية مرغوبة تلك التي اجتاحت العالم في رفض التعرض للقرآن الكريم خاصة وللكتب المقدسة بشكل عام ، ولكن ما ضر الدين بشيء لو جاء سفيه فحرق المصحف ؟! ألم يُحرق المصحف من قبل ألم يدنس ألم يطلق عليه الرصاص؟ هل ضر الدين بشيء؟ بل ازداد المؤمنين به إيمانا وأقبل الناس عليه من الديانات الأخرى ليقرؤوا ما به فسحرهم وجذبهم إلى الإيمان به ، ثم لم الأسى والحزن على حرق القرآن الآن ونحن قد أحرقناه منذ عقود حينما أبعدنا الحكم بما فيه وحينما اجتنبا أوامره وأتينا نواهيه وهناك منّا من مسلمي الهوية من طعن وشكك بما فيه ؟!
للقرآن الكريم رب يحميه وللدين رب يحميه ولرسول الله وزوجاته وآله وصحابته صلى الله عليهم وسلم جميعا رب ينتقم ممن مسّهم بسوء.
وفي الختام وددت لو يصل صوتي للقائمين على قناة الوطن -الفتن - الكويتية (تراكم مصخوتها ) ألم تكفيكم الفتن التي أشعلتموها بين مواطني البلد الواحد حتى اتجهتم إلى الخارج لتشعلوا لنا كل يوم فتنة مع دولة شقيقة فمرة مع قطر ومرة مع المغرب ؟ فيا ملاّك صحيفة وقناة الوطن اتقوا الله في وطنكم وفي أشقاؤه (( الفتنة نائمة ...لعن الله... من أيقظها)).
أجارنا الله وإياكم من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأله تعالى السلامة والعافية من كل بلية .

No comments:

Post a Comment