الشيخ عبدالله السالم والشيخ يوسف بن عيسى والسيد عبدالعزيز الدوسري |
بقلم : أ.عبدالله خلف
هل تتوارث الأجيال ثقافة السرقة ؟!!
هناك ثقافات بنّاءة وثقافات هدّامة ..
الشيخ عبدالله السالم الصباح تولى الحكم بعد وفاة ابن عمه الشيخ أحمد الجابر الصباح بتاريخ 25 فبراير 1950 ، وبعد تسلمه مقاليد الحكم هاله ما رأى ، فبعث إلى فضيلة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي يشكو إليه الأمر فتلاقيا وقال له إني وجدت البلاد منهوبة بسرقات الأراضي خارج السور من وجهاء البلد ...فعرض عليه بأنه قرر أن يترك الحكم ويستقيل ليستلم المهمة غيره...فقال له الشيخ يوسف إنّا رضينا باختيارك ، وسوف أستقطب خيرة رموز الشعب لتجديد ومصادقة مبايعتك فوقع الاختيار على الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ، وهو من اختار من أهل الرأي الوجيه الأستاذ عبدالعزيز سليمان عبدالرزاق الدوسري ليتولى إدارة أملاك الدولة من عام 1954 إلى عام 1958 ، ثم أصبح مديرا لبنك التسليف والادخار من عام 1960 إلى عام 1961 ، وكان خير من تولى الأمر لإصلاح الأراضي المستباحة ، ومن وضع يده على أرض حدودها البحر من جهة والأفق من جهة ، بمعنى إلى ما تراه العين.
وآخر استولى على أرض حدودها الميناء شمالا وخيطان جنوبا وحولي شرقا وطريق الأحمدي غربا ليكون في إطارها معظم مناطق الكويت...
واختار بو سليمان عبدالعزيز الدوسري خيرة الشباب للإشراف على أملاك الدولة بأمانة و إخلاص .
وتولى الشيخ عبدالله السالم إصلاح (الأرض ذات الصدع) وأوقف السرقات بحكمة وهدوء حتى تطّلب منه الإصلاح زمنا حتى استقام الأمر ، وتفرغ لنشر العدالة ووضع الدستور والقوانين ، وكان الشيخ عبدالله السالم راضيا بمشورة الشيخ يوسف بن عيسى حتى قال فيه شعراً :
لك الشكر يا رمز الوفاء على المدى
و يا طوده العالي على المتسلق
لقد ملأ الإخلاص نفسا أبية
بجنبيك لم تعرف سبيل التملق
وكنت أبا عيسى إلى الخير هاديا
تذود عن الأخلاق في كل مرفق
فلا زلت مختالا بأكمل صحة
تحلّق في جوّ الهناء وترتقي
عبدالله السالم
20 محرم 1382 هـ
23 جون 1962 م
* انظر كتابي : شعر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي - الطبعة الثانية 2017 - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
***
السرقات قديمة كان البعض يبرقعها بقناع الدين ....العشر بـ 12 ...!!
فلم تكن البنوك بل كان البعض من التجار بنوكا ...يبيع عشرة أكياس بقرض يسدده 12 روبية والمائة 120 من الرز والسكر وغيرهما ، ويحرمّون بيع العملة بالعملة والصرافة ، وحرّموا إنشاء البنوك فكان الصرافون من غير الكويتيين ، ويستبدل الكويتيون الذهب بالذهب والفضلة بالفضة على نظام العشرة 12 حتى جاء عبدالله السالم وسمح بفتح البنك الوطني في عام 1952 ، وقبل ذلك كان البنك البريطاني للشرق الأوسط وهو إيراني بريطاني يرمز إليه HSBC
***
أثرياء الكويت منهم من تخرّج من نفق الأوقاف والبلدية...ثم جاء خبراء السرقة حتى انتشرت ثقافة السرقة في معظم الوزارات ، من ديدنهم مقولة سرقة الحكومة حلال ... وصارت قاعدة بل عادة.
ساهمت الشعوب والأمم في صنع الحضارة في القرن العشرين عدا الشعوب العربية أو معظمها ، كيف تسود عندهم الحضارة وشعارهم الزراعة حرام والصناعة إثمٌ لا يغتفر منذ أيام الجاهلية إلى الآن... والحضارة زراعة وصناعة ... هناك شعوب إذا امتهن أحدهم الزراعة تبرؤا منه وحرموا النسب معهم لأنه قد ارتكب خزيا يزري شرف العائلة... ومن يمتهن الصناعية يدعى بالقيّن أي العبد ، لذا جاء القرن العشرون وخرج دون المساهمة فيه ، وعاشوا عالة على الغير غذاؤهم ولباسهم وأسلحتهم مستعارة بكل ما يملكون من أموال فصاروا أغنياء مفلسين مدينون للغير ومكبلين بقروض آجالها طويلة عديدة.
***************
بقلم الأديب الكويتي :
أ.عبدالله خلف التيلجي
No comments:
Post a Comment