بقلم : الأديب الكويتي / عبدالله خلف التيلجي
تهافت سياسيون وبقايا صحافيين على إنكار وقائع التاريخ لنيل شهادة حسن السلوك الإسرائيلية في الاعلام الصهيوني...شكرتهم إسرائيل في صحافتها. قال أحدهم: لم تكن فلسطين قبل سنة 1948... إذاً ، من الذي فتح فلسطين ؟ أليس عمرو بن العاص مع شرحبيل في 13 هجرية بعد فتح غزة ونابلس وبيت حبرين ثم بيت المقدس ، لتكون فلسطين كلها بيد المسلمين ؟
وذهب خليفة المسلمين عمر بن الخطاب ليبارك الفتح العظيم وتسلم مفتاح بيت المقدس ..لثقة أهل الكتاب الكبرى بالخليفة عمر بن الخطاب ، لذا طلب البطريك سفرونيوس Sophronius صاحب القداسة ان يسلّم مفتاح بيت المقدس ليس للأمراء من قادة المسلمين بل للخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله ‘نه).
ولما حضر حان وقت الصلاة فطلب مكانا ً يصلي فيه ، فقال له سفرونيوس : إليك بالكنيسة الكبرى . فقال عمر : أخشى أن يستولي عليها المسلون ويتخذوها مسجداً. فافترش الأرض وصلى على بردته..وما خشي منه عمر وقع بعد حين، عندما استولى مسلمون على كنائس وكاتدرائيات في الشام والأندلس وبعض الأماكن الأخرى.
هنري هاينمان لنبي ، رافق الجيش المصري الذي امره الإنكليز ليزحف ويحارب الأتراك العثمانيين أصحاب الخلافة الإسلامية ، لاحتلال فلسطين ، بما فيها بيت المقدس ، دخلها لنبي راجلاً لأنه ليس بعسكري في 11 ديسمبر 1917 أثناء الحرب العالمية الأولى..
كما أٌمر الجيش المصري بضرب السودان عند احتلال دارفور ، وضرب الثورة السنوسية في ليبيا ، هكذا كان الجيش المصري يحارب باسم الإنكليز.
واللنبي لما دخل بيت المقدس ركل قبر صلاح الدين ، قائلاً: " ها نحن عدنا" ، علما ً بأن الجيش المصري قد أسسه الإنكليز ، هذا هو الجيش المصري الجرار الذي قاده اللنبي الذي هزم الحامية التركية في غزة في 31 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 1917..
وفي 9 ديسمبر دخل الجيش المصري بقيادته الإنكليزية مدينة بيت المقدس ..كان اللنبي على رأس الجيش المصري يحمل الصليب، وقال قولته الشهيرة : " اليوم انتهت الحروب الصليبية".
هكذا قصم الجيش المصري ظهر تركيا العثمانية وخان العرب والمسلمين في فتح بيت المقدس للإنكليز.
***
الرأي الذي طرح في قناة الرأي القائل إن فلسطين لم تعرف قبل سنة 1948..كان هناك قائد عظيم هو صلاح الدين الأيوبي ، مؤسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر وبلاد الشام الكبرى ، والحجاز وتهامة واليمن تحت الراية العباسية ، وقاد جيوش هذه الدول في معارك ضد الفرنجة الصليبية الذين استولوا على فلسطين وبلاد الشام ولبنان..كتب المؤرخون الغربيون عن بسالته وتسامحه ومجّده ملك إنكلترا الإنكليزي رتشارد قلب الأسد في خيمة قيادته، وكان قد أصيب بمرض فقام بتمريضه ومناولته الدواء بيده حتى بلغ ذروة الاحترام في الأدب والشعر الإنكليزي..
وشهد المعركة الكبرى الفاصلة معركة حطين في النصف الثاني من سبتمبر سنة 1187 بعد سلسلة من المعارك البطولية لصد الصليبيين ، ابتداء من معارك طاحنة بقيادة عماد الدين زنكي ..ثم نور الدين الذي استرد 50 مدينة من القوات الافرنجية الصليبية ، ثم جاء أسد الدين شيركو ، عم صلاح الدين ، إلى أن جاء البطل صلاح الدين وأعاد فلسطين بعد احتلال دام 90 عاماً..
ويظهر من يقول في قناة الراي إن فلسطين لم تعرف قبل 1948 ، فيرد المحاور الأستاذ فهد سيف العجمي : إذاً أين ذهبت فلسطين التي عرفت بأفاق التاريخ ؟..
هكذا إلى أن قاد الإنكليز الجيش المصري فتح فلسطين من الهيمنة الإسلامية العثمانية لمصلحة الإنكليز وقائدها اللنبي (الإداري).
استقى اليهود تاريخهم من التوراة ، وهي التي قالت ان عودة اليهود في الآخرة ، وليست في الدنيا الحاضرة..
ماذا لو دعت دولة إسلامية مسلمي العالم إلى الهجرة إليها؟
يهود الخزر وبولونيا تهودوا حديثاً مع ملكها ودخلت اليهودية أصحاب المعتقد الماسوني السياسي ..أما مصطلح السامية فقد أطلقه المستشرف النمساوي شلو تسر عام 1781 ولم تكن فلسطين ضمن المواقع التي اختارتها الصهيونية العالمية ( انظر كتابي : "أبعاد القضية الفلسطينية" ط/2001- الوطن) ، والمواقع التي كانت: أوغندا ، وأحد أقاليم الولايات المتحدة الأمريكية ، وموقعاً في البلقان على البحر الأسود وموقعاً في بولندا ، وأحد أقاليم ألمانيا ، وموقعاً في البرازيل ، ولم تكن فلسطين من بين الاختيارات حتى اختارت بريطانيا فلسطين موقعا وقاعدة بحرية لها.
***