Monday, November 04, 2024

الكويت وفلسطين ..تاريخ مشترك

 الكويت وفلسطين ..تاريخ مشترك



مررت بتغريدات سطحية تقول على الكويتي ان يكره الفلسطينيين ولا يدعمهم في غزة وعليه أن يكرههم ككرهه للعراقيين كون الفلسطينيين خانوا الكويتيين وساعدوا العراقيين على غزو الكويت  ، هذا النوع من التغريدات يعبر عن تصورات غير موضوعية ويخلط بين مواقف الأفراد السياسية وبين المجتمعات والشعوب بأكملها، وهو للأسف أسلوب تكرره بعض الخطابات التي تحاول شق الصفوف وإثارة النزاعات بين الشعوب، بدلًا من دعم التفاهم والتعاون.


لنفكك الموضوع قليلًا بناءً على وقائع تاريخية واعتبارات أخلاقية:

1. تأثير الغزو العراقي على الكويت ومواقف بعض الفلسطينيين: خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، انقسم الفلسطينيون كما انقسمت شعوب عديدة حول العالم بين مؤيد ومعارض. بعض الأفراد الفلسطينيين دعموا صدام حسين لأسباب سياسية مختلفة، بينما عارض آخرون هذه الخطوة ووقفوا بجانب الكويت. في ذلك الوقت، كانت العلاقات الدولية والعربية متوترة، وكان هناك تعقيد في المواقف السياسية خاصة في ظل الضغط الدولي والإقليمي.

2. الدعم الفلسطيني لقضية الكويت أثناء وبعد التحرير: لم يكن موقف الفلسطينيين موحدًا، وكثير منهم دعم الكويت في استعادة سيادتها. بل إن هناك فلسطينيين وقفوا مع الكويتيين في محنتهم ورفضوا الغزو، واستمر الفلسطينيون في الكويت حتى بعد الغزو وهم يشكلون جزءًا من المجتمع الكويتي بعملهم في مختلف القطاعات. وبالتالي، لا يجوز اختزال شعب بأكمله في تصرفات أفراد أو قلة فقط.

3. التضامن بين الشعوب في القضايا الإنسانية: رغم أي خلافات سياسية سابقة، تبقى القضية الفلسطينية قضية عادلة ترتبط بحقوق الإنسان والتحرر، وهي تتجاوز الخلافات السياسية بين الأفراد أو الحكومات. الكويت، حكومةً وشعبًا، كانت ولا تزال داعمةً للقضية الفلسطينية على المستوى الرسمي والشعبي. العلاقات الكويتية الفلسطينية هي علاقات تاريخية وعميقة، وتستند على أساس من التضامن الإنساني والديني والقومي.

4. التوعية بدور وسائل التواصل في تأجيج الصراعات: علينا إدراك أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أداة قوية في نشر الأفكار الاستقطابية، حيث يمكن لبعض الأفراد أو الجهات نشر معلومات أو آراء قد تكون مشوهة لتأجيج الخلافات بين الشعوب. يجب التعامل مع هذه المنصات بحذر، وعدم الانجراف وراء رسائل الكراهية والاستقطاب.

5. التفكير النقدي وعدم التعميم: من الضروري التحلي بالتفكير النقدي، وعدم الوقوع في فخ التعميم؛ فكما لا يمكن القول إن كل الكويتيين يحملون موقفًا واحدًا تجاه قضية معينة، لا يمكن القول إن جميع الفلسطينيين تبنوا موقفًا موحدًا أثناء غزو الكويت. الشعوب تتكون من أفراد، ولكل فرد رأيه وتجاربه الشخصية.

لذا من الأجدر التركيز على بناء جسور التفاهم بين الشعوب العربية والإسلامية في وقت تحتاج فيه المنطقة للتكاتف والتعاون أمام التحديات الكبيرة التي تواجهها.


*الفصائل والمنظمات الفلسطينية التي أيدت غزو العراق للكويت عام ١٩٩٠

خلال غزو العراق للكويت عام 1990، كانت هناك بعض الفصائل الفلسطينية التي اتخذت مواقف داعمة أو مؤيدة لصدام حسين، إما لأسباب سياسية أو استراتيجية. من أبرز هذه الفصائل:

1. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة (بقيادة أحمد جبريل): كانت هذه الجبهة من أكثر الفصائل تأييدًا للعراق، حيث دعمت صدام حسين بشكل علني خلال الغزو، ويعود ذلك إلى علاقاتها القوية بالحكومة العراقية آنذاك.

2. حركة فتح (تيار معين بقيادة ياسر عرفات): رغم أن حركة فتح تعتبر أكبر الفصائل الفلسطينية وأوسعها، فإن التيار الرئيسي بقيادة ياسر عرفات كان له موقف مؤيد للعراق لأسباب سياسية، خاصة أن عرفات كانت تجمعه علاقات قوية مع القيادة العراقية. وظهر ذلك في عدة تصريحات دبلوماسية قام بها عرفات دعماً لصدام حسين، لكن موقف فتح لم يكن موحدًا بالكامل بهذا الخصوص.

3. جبهة التحرير العربية: كانت هذه الجبهة جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية وتلقت دعمًا من الحكومة العراقية، لذا كان موقفها مؤيدًا للعراق خلال الأزمة.

4. جبهة التحرير الفلسطينية (بقيادة أبو العباس): كذلك اتخذت هذه الجبهة موقفًا داعمًا لصدام حسين، واستمرت في التعبير عن تأييدها لمواقف العراق ضد التحالف الدولي.

من المهم الإشارة إلى أن موقف منظمة التحرير الفلسطينية نفسها لم يكن موقفًا رسميًا مؤيدًا للغزو، بل اتسم بالتحفظ والتردد إلى حد ما، حيث كانت ترغب في الحفاظ على علاقاتها مع الدول العربية الأخرى. ومع ذلك، تسببت مواقف بعض الفصائل والشخصيات في إشكالات دبلوماسية بين القيادة الفلسطينية والدول الخليجية، وخاصة الكويت، بعد التحرير.

كذلك، من الضروري تذكير أن الشعب الفلسطيني، بمختلف فئاته وشرائحه، لم يكن مؤيدًا بالغالب للغزو، وتعرض بعض الفلسطينيين في الكويت لصعوبات وأضرار بسبب هذا الغزو، وتحديد المواقف حينها كان أمرًا معقدًا نتيجة التحالفات الإقليمية والمصالح المتشابكة في المنطقة.


*جبهة التحرير العربية : 

هي تنظيم فلسطيني أسس في عام 1969، وكانت مرتبطة بشكل مباشر بحزب البعث العربي الاشتراكي العراقي. تعتبر هذه الجبهة جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، لكنها كانت دائمًا توصف بأنها فصيل بعثي عراقي داخل المنظمة، أي أنها كانت تمثل امتدادًا لتوجهات الحزب وسياساته.


خلفية تاريخية ونشأة الجبهة

• تأسست جبهة التحرير العربية بتوجيه ودعم مباشر من الحكومة العراقية، تحديدًا من قيادة حزب البعث الحاكم في العراق آنذاك. كانت بغداد مقرًا للعديد من القادة والأعضاء المؤسسين للجبهة.

• أُنشئت الجبهة في وقت كانت فيه القضية الفلسطينية مركزًا للصراعات الإقليمية والدولية، وكان العراق، تحت قيادة حزب البعث، يسعى للتأثير في مسار القضية الفلسطينية وتوجيهها بما يخدم مصالحه الإقليمية.


الأهداف والمواقف السياسية

• دعم القضية الفلسطينية: كانت الجبهة، كباقي الفصائل الفلسطينية، تهدف إلى تحرير فلسطين، ولكنها تميزت برؤية قومية تركز على وحدة الصف العربي تحت قيادة حزب البعث.

• التوجهات القومية: الجبهة كانت تروج لأيديولوجية البعث، التي تركز على الوحدة العربية والقومية كسبيل لتحقيق التحرير.

• العلاقة مع العراق: تميزت جبهة التحرير العربية بعلاقة قوية ومباشرة مع الحكومة العراقية، حيث اعتمدت الجبهة على الدعم المالي والعسكري والسياسي من العراق. وبالتالي، كانت مواقفها تتماشى غالبًا مع السياسات العراقية في المنطقة.


دورها أثناء غزو الكويت

• خلال أزمة الغزو العراقي للكويت عام 1990، وقفت جبهة التحرير العربية بجانب الحكومة العراقية، وعبّرت عن تأييدها لصدام حسين. هذا الموقف أدى إلى تأزيم العلاقات بينها وبين الكويت وبقية دول الخليج التي دعمت تحرير الكويت.

• موقفها هذا كان جزءًا من نهجها الذي يعتمد على الولاء للعراق، ما أدى إلى تراجع شعبيتها بين الفلسطينيين وابتعادها عن التوافق الفلسطيني الداخلي، خاصة بعد عزل العراق على المستوى الإقليمي والدولي.

تراجع نفوذها

مع تراجع النفوذ العراقي في الشأن الفلسطيني، وخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، تقلص دور جبهة التحرير العربية بشكل كبير. لم تعد الجبهة تحظى بنفس التأثير داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبحت أقل فاعلية نظرًا لغياب الدعم العراقي بعد سقوط نظام صدام حسين.

الوضع الحالي للجبهة

اليوم، أصبحت جبهة التحرير العربية فصيلًا صغيرًا ضمن الفصائل الفلسطينية، وليس لها تأثير يُذكر على الساحة السياسية الفلسطينية.



*جبهة التحرير الفلسطينية:

 هي فصيل فلسطيني تأسس في عام 1967، وكان له دور بارز ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، لكنه شهد انقسامات وتحولات في قيادته وانتماءاته السياسية مع مرور السنوات. عُرفت الجبهة بعملياتها العسكرية ضد إسرائيل، كما تميزت بعلاقاتها السياسية الإقليمية التي كانت تتأثر بالأوضاع السياسية في المنطقة.


تأسيس جبهة التحرير الفلسطينية

• التأسيس: أسست الجبهة في البداية على يد مجموعة من القادة الفلسطينيين، كان أبرزهم أحمد جبريل وطلعت يعقوب، كفصيل يساري ذو توجهات قومية وعسكرية. كان تأسيسها في وقت تتصاعد فيه حركات المقاومة الفلسطينية، وشكلت جزءًا من القوى التي تعمل لتحقيق الاستقلال الفلسطيني عبر الكفاح المسلح.

• الانقسامات: واجهت الجبهة عدة انقسامات، منها انفصال أحمد جبريل الذي أسس فيما بعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة. ومع تزايد الخلافات، أصبح لكل جناح من الجبهة قيادته وعلاقاته الخاصة.


قيادتها وشخصياتها البارزة

• من أبرز قادة جبهة التحرير الفلسطينية أبو العباس (محمد عباس)، الذي تولى قيادة الجبهة بعد وفاة طلعت يعقوب. اشتهر أبو العباس بقيادته لعمليات عسكرية بارزة، وكان يتمتع بعلاقات قوية مع عدد من الدول العربية، أبرزها العراق وليبيا.

• أبو العباس كان من أبرز القادة المعروفين دوليًا، واشتهر بقيادته عمليات أثارت اهتمام الرأي العام العالمي، كعملية اختطاف سفينة أكيلي لاورو عام 1985.


العمليات العسكرية والأنشطة

• الكفاح المسلح: كانت الجبهة تعتمد على الكفاح المسلح كوسيلة رئيسية لتحرير فلسطين، وقد نفذت العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل. من أشهر عملياتها، اختطاف السفينة الإيطالية “أكيلي لاورو” في البحر الأبيض المتوسط عام 1985، حيث طالبت بالإفراج عن أسرى فلسطينيين. هذه العملية جلبت شهرة دولية للجبهة لكنها أيضًا أثارت انتقادات بسبب تعقيدها وحساسيتها.

• العمليات داخل الأراضي المحتلة: شاركت الجبهة في عدة عمليات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكانت تركز على الأهداف العسكرية الإسرائيلية، مما جعلها تعتبر فصيلاً ملتزمًا بالمقاومة العسكرية.


العلاقات السياسية والإقليمية

• علاقاتها بالعراق وليبيا: تميزت جبهة التحرير الفلسطينية بعلاقات وثيقة مع العراق، خصوصًا في عهد صدام حسين، وكانت تتلقى الدعم المالي والعسكري من الحكومة العراقية. كما كانت لها علاقات جيدة مع النظام الليبي بقيادة معمر القذافي.

• موقفها من غزو الكويت: خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، وقفت جبهة التحرير الفلسطينية بجانب العراق وأعلنت دعمها لصدام حسين. هذا الموقف أدى إلى خلافات بين الجبهة والكويت، وأثر سلبًا على علاقة الجبهة مع بعض الدول الخليجية والعربية.


تراجع نفوذها

مع تراجع الدعم العراقي بعد حرب الخليج، ثم سقوط نظام صدام حسين عام 2003، ضعفت جبهة التحرير الفلسطينية بشكل كبير. فقدت الكثير من تأثيرها السياسي والعسكري، وأصبحت فصيلاً صغيرًا داخل منظمة التحرير الفلسطينية.


الوضع الحالي

• اليوم، تعتبر جبهة التحرير الفلسطينية جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية لكنها لم تعد من الفصائل البارزة في الساحة الفلسطينية. دورها السياسي والعسكري أصبح محدودًا، ويرجع ذلك إلى غياب الدعم المالي الإقليمي وتراجع تأثيرها نتيجة للانقسامات الداخلية وتطور الأوضاع السياسية في المنطقة.


*من هو أبونضال وما موقف منظمته في غزو الكويت؟

أبو نضال، واسمه الحقيقي صبري البنا، هو مؤسس وقائد “حركة فتح - المجلس الثوري”، التي تعرف اختصارًا باسم منظمة أبو نضال. تأسست هذه المنظمة في أواخر السبعينيات، بعد انشقاق صبري البنا عن حركة فتح نتيجة لخلافات حادة مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة مع ياسر عرفات. تعتبر منظمة أبو نضال من أكثر التنظيمات الفلسطينية تطرفًا، واشتهرت بتنفيذها عمليات اغتيال وهجمات ضد شخصيات ومؤسسات فلسطينية وعربية وغربية، كما كانت تتبع أسلوبًا متشددًا ودمويًا في تنفيذ عملياتها.


خلفية عن منظمة أبو نضال

• التأسيس والانفصال: انشق صبري البنا عن حركة فتح في أواخر السبعينيات، واتهم منظمة التحرير وياسر عرفات بخيانة القضية الفلسطينية والتهدئة مع الدول الغربية. أسس “حركة فتح - المجلس الثوري” كرد على ما اعتبره تخليًا من قيادة منظمة التحرير عن الكفاح المسلح.

• الأسلوب العنيف: كانت المنظمة معروفة بأسلوبها العنيف والمعادي لمعظم الفصائل الفلسطينية، واعتبرت مسؤولة عن اغتيال وتهديد عدد من القادة الفلسطينيين الذين اختلفوا مع أبو نضال، كما نفذت عمليات ضد مصالح دولية في عدة دول.


موقف منظمة أبو نضال من غزو الكويت

خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990، لم تتخذ منظمة أبو نضال موقفًا علنيًا واضحًا يؤيد أو يعارض الغزو بشكل مباشر. لكن يُذكر أن علاقة المنظمة بنظام صدام حسين كانت معقدة؛ فقد كانت منظمة أبو نضال تتلقى دعمًا من العراق في بعض المراحل، وكانت تتنقل بين عدة دول، منها العراق، سوريا، وليبيا، حيث كانت تُستخدم كورقة ضغط من تلك الدول للتأثير على منظمة التحرير الفلسطينية وقضايا المنطقة.


علاقة المنظمة بالعراق

• الدعم العراقي: على الرغم من أن المنظمة تلقت دعمًا من العراق في بعض الفترات، إلا أن علاقة صدام حسين بمنظمة أبو نضال لم تكن ثابتة. فالعراق استخدم المنظمة كورقة تكتيكية في بعض المراحل، خاصة لتوجيه رسائل ضد منظمة التحرير، لكنهم لم يكونوا دائمًا حلفاء مقربين.

• التعامل مع المنظمة: كانت منظمة أبو نضال مدفوعة بتطرفها وعملياتها الدموية، مما جعل صدام حسين وبعض الأنظمة الأخرى يتعاملون معها بحذر. ورغم بعض التحالفات، كان وجود أبو نضال يُعتبر أحيانًا مصدر إحراج حتى لحلفائه، بسبب أساليبه المتشددة واستهدافه شخصيات فلسطينية وعربية.


تراجع وتأثير محدود

مع تراجع الدعم الإقليمي للمنظمة وضعف قدرتها على تنفيذ عمليات، فقدت منظمة أبو نضال تأثيرها بعد التسعينيات، خصوصًا بعد سقوط نظام صدام حسين، وتوفي أبو نضال في ظروف غامضة في بغداد عام 2002.



No comments:

Post a Comment